الحكمة ضالّة العالم وضحيّته
BY WHISPERINGDIALOGUE APRIL 15, 2024
الحكمة ضالّة العالم وضحيّته
{يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ.}
(القرآن الكريم، سورة التوبة، الآية 32.)
د. علي منير حرب
كندا في 2024/03/17
خاص: مجلة همس الحوار، عدد نيسان / أبريل 2024
الحكمة وما أدراك ما الحكمة؟!…
الحكمة هي الفضيلة التامة العامة الشاملة، هي شمس الله المشرقة في نفوس خلقه، ونور العقل والعلم الكاشف لسواء السبيل والهادي لما هو أقوم وأصلح.
تحتلّ الحكمة مكانة عالية ومساحة كبيرة في مسألة الخلق والتكوين، كما في الأديان السماوية جميعًا، ولدى جميع الشعوب بثقافاتها وفلسفاتها وعلومها وحضاراتها المختلفة.
وتسامت لفظة الحكمة إذ اتخذّها الله سبحانه صفة من صفاته وفضلًا من عطاياه، وتسمّى باسمها بين أسمائه الحسنى، وجعلها رمزًا وعنوانًا لكتبه ورسله.
وللحكمة مفاهيم مختلفة جامعة شاملة، في اللغة والاصطلاح والموروث الديني والميثولوجي والعلوم، تنوّعت في مصادرها ومدلولاتها ومجالاتها، لكنها لم تختلف ولم تتناقض قي كونها مصباحًا منيرًا، حافظة لتوازن الكون والحياة، وضامنة لسلام الإنسان وسلامته.
- الحكمة لغةً: جاء تعريفها في معاجم اللغة العربية، بأنها كلمة مشتقة من «الحُكم»، وتنتمي إلى شجرة عائلة الحاكِم والحكيم، والتحكُّم والإحكام والتحكيم والحكومة…وهي العائلة الموصوفة بالتعقّل والاتزان وسداد الرأي والحجّة والقرار، والقيادة والقانون، والاعتدال وكبح جموح الانفعال والرعونة. وسُمّيت الحكمة بذلك لأنها تأتي من «حَكَم الشيء أي أجاد إحكامه، وأحكمتْه التجاربُ والأسفارُ أي زادته تبصّرًا بالأمور، وحكَم الفرَسَ أي جعل للجامِه حَكَمةً، تمنَعُ جماحَه، ومنه اشتقاق الحكمة لأنها تمنع صاحبَها من أخلاق الأراذل.»[1] وأحْكَمَ الصانِع صناعتَه أي أتقنها وضبطها، ويجتمع في هذا المعنى المنع والإتقان. وحَكَّمَهُ في خِلاف أي جعله قاضيًا يبتّ ويفصل فيه، وتحكّم في الشيء تولّاه وتعهّده ووضعه في موضعه الصحيح ووجهه المناسب. «ويضرب ابن تيمية لذلك مثلًا لتقريبه للأذهان، لأن مثل هذا يحدث في الفاعلين المخلوقين، فإن الصائغ إذا أخذ الخشبة المعوجّة، والحجر الرديء، واللبنة الناقصة، فوضعها في موضع يليق بها ويناسبها، كان ذلك عدلًا واستقامة وصوابًا وهو محمود، وإن كان في ذلك عوج وعيب هي به مذمومة، ومن أخذ الخبائث فجعلها في المحل الذي يليق بها كان ذلك حكمة وعدلًا. وإنما السفه والظلم، أن يضعها في غير موضعها.»[2] وفي مقام آخر، يقول ابن تيميّة أيضًا: «ومن وضع العمامة على الرأس، والنعلين في الرجلين، فقد وضع كل شيء موضعه، ولم يظلم النعلين إذ هذا محلهما المناسب لهما. فهو سبحانه لا يضع شيئا إلا موضعه، فلا يكون إلا عدلًا، ولا يفعل إلا خيرًا، فلا يكون إلا محسنًا جوادًا كريمًا.»[3] وقال ابن القيِّم: «الحكمة: فعل ما ينبغي، على الوجه الذي ينبغي، في الوقت الذي ينبغي.»[4] ويقول الشاعر أبو الطيّب المتنبي: «وَوَضْع الندى في مَوْضِعِ السيف بالعُلا مُضرّ كوضعِ السيف في مَوْضِعِ الندى.» ومن أوضح معاني الحكمة التحكّم في الأقوال والأفعال، وتوجيهها وأداؤها في سياق المنطق والموضوعية، تحاشيًا لسوء العواقب، وضمانًا لصحة النتائج وسلامتها. كما تشير معاني الحكمة أيضًا إلى الدراية والرويّة في تدبّر الأحداث والمواقف، ومعالجتها واستقراء خواتيمها، واجتراح المخارج والحلول المناسبة لها. فلذا اتسع مفهومها اللغوي ليشمل العدل والعلم والحلم والفلسفة والكلام الموافق للحقّ وصواب التصرّف والسلوك. فالإنسان الحكيم، في هذا المفهوم اللغوي، هو الذي يتقن وزن ما يصدر عنه، ويحسن تمريره في مصافي الرؤية والرويّة، وتقليبه على وجوهه المختلفة، بعيدًا عن الهوى والانفعال والغواية والرعونة.
- الحكمة اصطلاحًا: والحكمة اصطلاحًا هي عصارة التجارب والخبرات المادية والمعنوية، الفكرية والأخلاقية والاجتماعية، الناتجة عن تأمّلات عميقة، ومراجعات دقيقة، وإمعان النظر في تفحّص المآلات التي أفضت إليها معاركة ظروف الحياة وأحداثها، ومخالطة الناس ومعاشرتهم، وتنوّع العلاقات والمصالح معهم، فكوّنت دليلًا قويمًا ورأيًا وعبرة ودروسًا وأمثلة ومأثورات، وأثمرت نصائح وإرشادات ومواعظ، سالت على ألسنة أهل المعرفة والخبرة، تنبّه طارقي السبل، وتنير لهم مسالك الدروب الصحيحة، درءًا للزلل والأخطار وتجنّبًا للخسائر. ومن تعريفاتها الاصطلاحية معرفة أفضل الأشياء بأَفضل العلوم. وأجمع التعاريف الاصطلاحية ما قاله ابن عاشور: «الحكمة اسم جامع لكل كلام أو علم يراعى فيه إصلاح حال الناس واعتقادهم إصلاحًا مستمرًا لا يتغيّر.»[5] وبهذا يجتمع التعريف الاصطلاحي مع التعريف اللغوي. وعرّف الكثيرون الحكمة بأنها إتقان العلم والعمل، ومعرفة الحق والعمل به، والإصابة في القول والعمل. وقال الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد: «إِذا كنتَ في حاجَةٍ مُرسِلًا فأرسِل حَكيمًا ولا توصِهِ وإن بابُ أمرٍ عليكَ التوى فَشاوِر لبيبًا ولا تَعصِهِ» وهذه الفضائل الواسعة التي تتصف بها الحكمة هي التي دفعت الخليفة العباسي هارون الرشيد إلى إطلاق اسم بيت الحكمة، أو خزائن الحكمة، على أول دار علمية أقامها في بغداد، إبّان العصر الذهبي للإسلام، والتي جمع فيها امّهات كتب علوم الحكمة والطب والنجوم والهندسة والآداب…لتكون منارة للعقول والنفوس. والإنسان الحكيم في إطار هذا المصطلح، هو المتفكّر المتعمّق المتبصّر، الذي جمع خلاصات تجاربه وتدبّرها وأخضعها للمعايير والقياسات، ثم صاغها عبارة، في قالب لغوي بليغ واضح وفني، هي أشبه ما تكون بقنديل الفيلسوف اليوناني ديوجين، أو بتحذيرات الأطباء وإرشاداتهم الصحية وتعليماتهم ووصفاتهم للدواء من أجل التداوي وعلاج العلل.
- الحكمة في الكتب السماوية أ – الحكمة في الكتاب المقدس تكرّرت لفظة الحكمة ومفاهيمها وخصائصها مرارًا في الكتاب المقدّس، بعهديه القديم والجديد. فقد وردت مئات المرات في العهد القديم، في الأسفار القانونية الأولى “أيوب والأمثال والجامعة ونشيد الأناشيد”، والأسفار الثانية “الحكمة وباروك ويشوع بن سيراخ” لتبرز أهميتها وفاعليتها في حياة الإنسان. جاء في كتاب الأمثال أن: «الربّ بالحكمة أسّس الأرض» (سفر الأمثال 3: 19)، كما يمدح ويعظّم قيمة الحكمة وكل من يمتلكها: «طوبى للإنسان الذي يجد الحكمة، وللرجل الذي ينال الفهم، لأن تجارتها خير من تجارة الفضة، وربحها خير من الذهب الخالص…وكل جواهرك لا تساويها…في يمينها طول أيام، وفي يسارها الغنى والمجد…هي شجرة حياة لممسكيها» (الأمثال 3: 13-18). كما تصف أهميتها بالنسبة لحياة الإنسان الذي يملكها حين يقول: «لا تتركها فتحفظك أحببها فتصونك. الحكمة هي الرأس فاقتنِ الحكمة…ارفعها فتعليك. تمجّدك إذا اعتنقتها. تعطي رأسك إكليل نعمة. تاج جمال تمنحك.» (الأمثال 4: 5- 9). وقد تجلّت الحكمة في الصلاة التي رفعها الملك سليمان لله تعالى. فهو رغم حكمته التي كانت مضرب الأمثال، ورغم ملكه العظيم، كان يشعر بضعفه وصغره وحاجته الماسة للربّ وللحكمة السماوية، حيث أنه صلّى بهذه الكلمات: «أيها الربّ إلهي، أنت قد مَلَّكتَ عبدك مكان داود أبي وأنا فتى صغير، لا أعلم الخروج والدخول…فأعطِ عبدك قلبًا فهيمًا لأحكم على شعبك وأميِّز بين الخير والشر.» (الأمثال 3: 7-13). انتقلت الحكمة من العهد القديم إلى العهد الجديد، فبدا يسوع عليه السلام، ذلك المعلّم الذي يحدّث الناس على طريقة الحكماء. وترجمت كلمة الحكمة ومشتقاتها إلى الفهم والاستنارة والمعرفة والتعقّل والفطنة. واستعملت للدلالة على المهارة الفنية أو المقدرة الحربية وذكاء الحيوانات الصغيرة، أو للدلالة على الدهاء في الشر، أو تنفيذ العدالة. كما توسّعت مجالاتها لتشمل: حكمة في الكلام – حكمة في السلوك – حكمة في الخدمة. وفي العهد الجديد، يتجلّى السيد المسيح بأنه حكمة الله وقوته التي ظهرت للبشر: «فبالمسيح قوة الله وحكمة الله» (1كو1: 24). والسيد المسيح هو الذي أعطى حكمته وبرّه وقداسته: «انتم بالمسيح يسوع الذي صار لنا حكمة من الله وبرًا وقداسة وفداء.» (1كو 1 : 30). والرجل الحكيم في المفهوم الكتابي هو من «يهتم بأمور الله بنفس الغيرة التي يهتم بها الآخرون بالأمور الدنيوية.» (لو 16:8).
ب- الحكمة في القرآن الكريم
الحكمة صفة من صفات الله تعالى واسم من أسمائه الحسنى، وفضل كبير مما أغدقه على عباده.
جاء في الآية 14 من سورة (المؤمنون):{فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ.} وقال تعالى في سورة (التين) الآية 8: {أليس الله بأحكم الحاكمين.} أتقن الحاكمين صنعًا في كل خلق، وقضاء بالحقّ يعدل ولا يظلم.
وردت لفظة الحكمة في القرآن الكريم عشرين مرة في اثنتي عشرة سورة. كما وردت في ست من الآيات قصص للأنبياء جميعًا تتعلق بالحكمة: عن آل إبراهيم ثم عن نبيه داود وعن عبده لقمان وعن نبي الله عيسى عليه السلام وعن النبي محمد عليه الصلاة والسلام، ثم عن سائر خلقه.
ففي الآية 81 من سورة آل عمران يذكر لنا ميثاقه سبحانه مع أنبيائه:{وإذ أخد الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه.} وفي الآية 54 من سورة النساء حكاية عن آل إبراهيم: {أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكًا عظيمًا.} وفي الآية 20 من سورة ص حكاية عن نبي الله داود أيضًا: {وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب.} وفي الآية 12 من سورة لقمان يتحدث عن إيتاء الله
عبده لقمان الحكمة: {ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله.}
الحكمة هي وسيلة للدعوة إلى سبيل الله بالحسنى ولغة التخاطب والمجادلة بالعقل والمنطق: ففي الآية 125 من سورة النحل في إطار توجيه الله لنبيه: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن.}
وفي الآية 269 من سورة البقرة أيضًا ينبئنا الله بنبأ عام عن بعض ممن يتفضّل عليهم من خلقه عامة: {يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا وما يذكر إلّا أولوا الألباب.}
وتتجلّى معاني الحكمة في هذه الآيات بأنها الفهم والعلم، والمواعظ والبيّنات والمزكيّات.
والحكيم هو اسم من أسماء الله تعالى، بصيغة المبالغة على وزن (فعيل)، ورد في القرآن الكريم سبعًا وتسعين مرة، في مثل قوله تعالى: {قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ.} (البقرة آية ٣٢)، وفي قوله تعالى: {وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.} (البقرة آية ١٢٩)، وقوله: {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.} (آل عمران آية ٦).
جـ – الحكمة في الحديث الشريف
عن عبد اللّه بن مسعود قال: قال النبي ﷺ: «لا حَسَدَ إلاّ في اثْنتينِ: رَجلٌ آتاهُ اللّهُ مالًا فسُلِّطَ على هَلَكَتِهِ في الحقِّ، ورَجُلٌ آتاهُ اللّهُ الحكمةَ فهُوَ يَقْضي بها ويُعَلِّمُها.» (البخاري 73).
عن أَبي هُريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «الكَلِمَةُ الْحِكْمَةُ ضَالَّةُ المُؤمِنِ، فَحَيْثُ وَجَدَها فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا.» (الترمذي 2757).
- الحكمة في ثقافات الشعوب وحضاراتها
- ارتبطت الحكمة بأقوال الحكماء في بلاد كنعان ومصر والرافدين، وأخذها الحكماء وتأثرت بها ثقافات أخرى في اليونان والهند وغيرهما.
- وقد شهد تاريخ الإنسانية العديد من الحكماء، حيث باتت تعتبر جزءًا من التقاليد والعادات التي يجب أن يراعيها الإنسان أثناء تأدية أعماله اليومية، بغضّ النظر عن الدين والعرق والقومية.
- في مصر رأوا أنّ الحكمة هي التي تمنح الرفاه والحكم، وتُمد صاحب السلطة بالعون لتحقيق السعادة لشعبه. ويحتلّ “تحوت” مركزًا هامًا في الميثولوجيا المصرية القديمة. فيُربط به دور الوسيط بين آلهة الخير والشر. وتقصّ أسطورته بأنه عاصر ثلاثة صراعات بين الخير والشر، وبين النظام الكوني والقوى العشوائية، وضياع النظام.يصف كتاب “الساعات” أو ما يُعرف بكتاب “الآخرة” في الديانة المصرية القديمة، رحلة إله الشمس “رع” في العالم السفلي، كما يقدّم مشهدًا مفصّلًا عن رحلة انتقال المتوفى من الدنيا إلى العالم الآخر، وما يواجهه من صعوبات تهدّده في الطريق وما يعينه عليها من تعاويذ، وامتحان الحساب عن أعماله في الدنيا أمام الإلهين أنوبيس وتحوت، ثم مصيره بعد ذلك. ويعتبر هذا الكتاب أحد كتب علم السحر، ويمثل” تحوت” بأنه إله الكتابة وإله إحصاء كل سيء، ورئيس القضاة والوزراء، ورسول “رع” الذي يطرد الأرواح الشريرة بحكمته وقوة إرادته، ويضع كل شيء قي مكانه الصحيح. وكانت الحكمة من أهم الميزات الثقافية لبلاد الرافدين، ولاسيما في الميثولوجيا السومرية والأكدية والبابلية. وتتمثل في قدرة الحكماء والعلماء على تفسير الأحداث والظواهر الطبيعية والتفاعلات بين الآلهة والبشر. في الميثولوجيا الرافدية، يعتبر “نابو” إله الحكمة في الديانة الأكدية، وكان يمثّل بشكل عام مفهوم الحكمة والعلم والثقافة والمعرفة. ويتمّ تجسيده عادة في شكل رجل محترم يحمل لوحًا للكتابة. في كتابه “الحكماء السبعة”، وهو عبارة عن مسرحية مُستلهَمة من التاريخ اليوناني القديم، يستحضر فيها أستاذ الفلسفة والمترجم والأديب المصري عبد الغفار مكاوي، حكماء اليونان الذين عاشوا في القرن السادس قبل الميلاد، والذين اختلفت أعدادهم بين سبعة وسبعة عشر، ويُنشئ بينه وبينهم حوارًا فلسفيًّا يتلمّس فيه آثار الحكمة، ويستعرض تاريخ هؤلاء الحكماء وأقوالهم. يحدّثنا في هذه المسرحية عن الحكمة فيقول على ألسنة الحكماء: «لقد وردت في اللوح الحادي عشر من ملحمة جلجاميش البابلية سيرة سبعة حكماء أسسوا مدينة أوروك، كما تلقى حكماء الهند السبعة الذين يسمون “الريشي” الحكمة وفن الغناء من الآلهة، ووضع شاعركم “هوميروس” مجلس حكماء سبعة تحت تصرف “أجاممنون” و”برياموس”. حكمتكم أقدم مما أتصوّر، أقدم مما كنت أقدّر…لم تكن الحكمة في أيام المحنة شيئًا يختصّ به الشعراء أو الحكماء. كانت ملكًا للشعب العامل والفقراء. فالنجار البارع يبني سقًفا يصمد للعاصفة، فيصبح أحد الحكماء …وكذلك شأن الحوذي، أو الخبّاز، أو الملّاح، أو الشاعر والفنان.»[6] في الجانب الآخر، تبرز “أثينا” في الأساطير الإغريقية، إلهة الحكمة والقوة والحرب وحامية المدينة، ويعرفها الرومان باسم “مينيرفا”، أما في الميثولوجيا الفينيقية فإنها ابنة “بوصيدون” إله البحر الفينيقي.
- الحكمة في علوم النفس والفلسفة الحكمة كما عرّفها علماء النفس هي التكامل بين الفهم العميق والمعرفة والخبرة، وهي تعطى شعورًا بالاتزان وتولّد الوعي بطريقة التعامل مع الأحداث بمرور الوقت، وليس من الممكن اكتساب الحكمة إلا من خلال التجربة. فالحكمة هي العلم الذى يبحث فيه عن حقائق الأشياء على ما هي عليه في الوجود، كما أنها الصواب في القول والعمل، وهي إصابة الحق بالعلم والعقل لأنها هي الرأي الصائب. يقول الدكتور شهرام حشمت، أستاذ الصحة العامة بجامعة إلينوي الأميركية، في مقالة له على موقع “سيكولوجي توداي” (Psychologytoday)، «توفر الحكمة الموارد الداخلية للتعامل مع المحن والصعاب، وتمكّن الأفراد من التكيّف مع ظروف الحياة من خلال فهم وقبول أنفسهم والآخرين والعالم. كما يمكن تعريف الحكمة على أنها السعي الهادف لتعزيز رفاهية الذات والمجتمع مع التركيز على تحقيق الصالح العام، بدلًا من تحسين المكاسب الشخصية.»[7]
أما في الفلسفة فإن الحكمة ترتبط، من وجهة نظر سقراط، بالتواضع، بمعنى «أنّ الحكمة الحقيقية تتمثّل في إدراك واعتراف الإنسان بحدود معرفته، والتي قد تحتّم عليه الجهل بالأمور بشكل كلي، أو معرفة القليل عنها، بالإضافة إلى قبول المعرفة الخاصة به كما هي، دون ادعاء بمعرفة أمور تتجاوز حدود معرفته أو تقلّ عنها.»[8]
سئل سقراط: «لماذا تم اختيارك كأحكم حكماء اليونان؟»، فقال: «ربما لأنني الرجل الوحيد الذي يعترف بأنه لا يعرف».[9]
أما أفلاطون فكان يعتبر «أنّ الحكمة هي ما تُمكّن الإنسان من اتخاذ القرارات الصحيحة التي لها علاقة بالعالم المحسوس، وهي أيضًا مسار الحياة الذي يسلكه الإنسان، ويكون مُتّسمًا بالثبات، والنقاء، والوحدة، والأبدية، والخلود.
والحكمة بالنسبة لأرسطو هي إدراك المرء للمبادئ الرئيسة والحقائق العامة في الحياة، وهي شرطٌ أساسي لنيل المعرفة، كما اعتبر أنّ امتلاك الإنسان للحكمة تمنحه الميزة والقدرة أن يكون معلمًا للآخرين، لأنه من خلالها يعرف كل شيء، ويعرف الأسباب الكامنة وراء الأشياء في هذا العالم…والحكمة عند رينيه ديكارت هي استخدام الإنسان العقل وتوظيفه له للقيام بكل أمور حياته بطريقة صحيحة، تكون الأفضل من بين الطرق الأخرى. والحكمة في شكلها المثالي أمر يختص به الله وحده، باعتبار أنه يعلم حقائق جميع الأمور، في حين أنّ البشر قادرون أيضًا على امتلاك الحكمة، ولكن بدرجات متفاوتة، يعتمد شكل اختلافها بناء على حجم المعرفة التي لديهم بخصوص الحقائق….ويرى الفيلسوف إيمانويل كانط أنّ استخدام الإنسان لعقله يوصله إلى الحكمة في القرارات، في حين أنّ تجاهل العقل يزجّ بالإنسان إلى كل ما يخالف الحكمة، ومنها اتخاذ القرارات غير الحكيمة، أو المغفلة.»[10]
زمن الانهيار
إن هذه الديباجة الطويلة التي توسّعنا بها لعرض مفهوم الحكمة وخصائصها وعلاقاتها بالإيمان والمعرفة والعلم والثقافة، ودورها الحيوي في تحقيق السلام والعدالة والتوازن واستقرار الحياة الإنسانية على هذا الكوكب، لم تكن هدفًا بذاتها، بل متعمّدة لإظهار فداحة الكوارث التي تتهدّد الإنسانية جمعاء، إزاء ما تتعرّض له هذه الفضيلة الشاملة، من اعتداءات متلاحقة ومحاولات دؤوبة تمعن في طعنها ونحرها منذ نهايات الحرب العالمية الثانية، عند مختلف شعوب الأرض، ولاسيما في العالم الغربي، منذرة باختلال الميزان وسيادة الرعب واقتلاع الأسس والقواعد التي قامت عليها منظومة القيم الحكمية، وواضعة الإنسان في مواجهة أسئلة جوهرية جديدة تتعلق بالكينونة والهوية والحق بالحياة، في عالم مادي معقّد فائق التقنية وفاقد للروح والمعاني والأخلاق، ومصمّم على سقوط هيكل المثل والحقوق والحريات، الذي جهد الإنسان في بنائه طوال آلاف السنين.
لقد بُني الخطاب الإنسي على أساس مقولة بأن وجودنا نحن البشر له قيمة في حد ذاته، ورُفع على قيم مثل: حرية التفكير، وطرح الأسئلة، والفضول لتحصيل المعرفة والاكتشاف، والسعي للحفاظ على كل ما يمتّ للإنسان بصلة، بهدف بناء الحضارات والخلاص من عصور الحجر.
لكننا استيقظنا على خطاب آخر يجعل من مفاهيم وقيم الديمقراطيات وحقوق الإنسان والقانون الدولي، شعارات يتمّ رفعها من طرف الأقوياء حسب الحاجة والمصلحة.
يؤكد معظم المفكّرين والأدباء أن الحضارة الغربية أُصيبت، منذ أكثر من قرن من الزمان، بما يُعرف بعلّة النكوص، وهي تعاني من الوقوعِ في مأزقٍ كبير بدأ ينحدر إليه الحكماء والمثقفون نحو الهاوية، وذلك بسبب اختلال التوازن بين الروحِ والمادة، وانفصال العلم عن الإنسانية، وتجريد الحياة من الحكمة والأخلاق والقيم.
في مقدمة كتاب “مائة عام من التنوير” للفيلسوف النمساوي كارل بوبر، كتب مترجم الكتاب الدكتور عادل مصطفى: «شدّ ما تستهوينا الأمثلة المؤيّدة ويجرفنا التفاؤل الساذج. نحن لا نعرف التساؤل ولا النقد، ونحن نرى كل شيء بعين نظريتنا فلا نرى غيرها! وغاية الفكر عندنا أن نبحث لقضيتنا عن مثال مؤيّد أو بضعة أمثلة نظنّ بها انبلاج الحق وفصل الخطاب. ولا ندري أن التأييدات لا تثبت شيئًا ولا تحسم قضية، وأن المكذّبات هي المعيار والفيصل…لقد كشف بوبر للعلماء مبدأ لطالما تبنّوه عرضًا بحدوسهم وتأمّلاتهم دون دراية، ذلك هو مبدأ التكذيب، فمنذ بداية قصة العلم الحديث في القرن السادس عشر والاستقراء يتربّع على العرش كمبدأ لتحقّق فكرة العلم. إلّا أن بوبر قوّض هذه المكانة وزعزع أركانها إلى حد كبير، حين أكد أن العلم لا يعمل بهذه الطريقة، فالملاحظات التي يرصدها العالم غير محايدة، وتضمر بين ثناياها فروض نظرية مسبقة وشوائب ميتافيزيقية، لذلك فإن مشكلة التمييز بين العلم واللاعلم تعتمد على مبدأ التكذيب من حيث هو المبدأ القادر على تفحّص النظرية باستمرار، ودحض جوانب الضعف فيها، ودفع المعرفة باتجاه النمو.»[11]
إن عبارة “سقوط الأفكار الكبرى”، تعبّر بوضوح عن لحظة الاصطدام بكل القيم التي بُنيت عليها مفاهيم حقوق الإنسان التي تضمنتها دساتير الغرب وحرصت على الدفاع عنها بالقانون والقوة.
جميع المفاهيم النبيلة التي كان الغرب يفتخر برفع شعاراتها، كنصرة المظلوم وحرية الصحافة واحترام الرأي المخالف وتطبيق القانون على الجميع بسويّة وعدالة… جميعها تحطّمت وتفتّت الواحد تلو الآخر على صخرة المصالح والأطماع بالهيمنة حتى لو ناقض ذلك الأسس والقيم التي بُنيت عليها الدولة.
“غياب الأفكار الخلّاقة الكبرى والقيادات الملهمة خلفها” مسألة باتت مصدر قلق لما تكشفه من إخفاقات كبرى متتالية لتكوين ما يعرف بـ”الرأسمال الثقافي”، الذي يتحدّث عنه بيير بورديو في آخر فصل من كتيّبه “الرمز والسلطة” المعنون بـ”الرأسمال الرمزي والطبقات الاجتماعية”.[12]
في ما يشبه الصدمة الصاعقة، تجتاح العالم أخبار وتوقّعات مذهلة، مشحونة بالتشاؤم واليأس، حول سقوط (أعمدة الحكمة) – أعلى الثقافات التي رفعت العالم – وتحكّمت به منذ نيّفٍ وأربعمائة عام متوالية، وتلاشي (الحكماء) المثقفين الذين حملوها بفلسفتهم وأفكارهم المضيئة.
ويتسابق المفكّرون الغربيون على قرعِ أجراس الإنذار من الأخطار التي تلوح في المستقبل القريب، لسرعة انهيار الهيكل فوق رؤوس الجميع.
في كتابه “الجمهورية”، اعتبر الفيلسوف اليوناني أفلاطون أن الصراع أزليّ بين منظومة الخير والشرّ، وأن الطبيعة البشرية أنانية تسعى لتحقيق الذات على حساب الآخرين، خاصة عند اختلال نظامها الإداري. وكلما كانت منظومة الردع العقلي قوية، كانت الذات سوية تنحو تجاهَ الخير، وعند ضَعفها تستمد الذات توجهاتها وسلوكها من قيم الشر، وأن صورة الخير هي الحدّ الأقصى لكمال العالَم العقلي.
وعندما رغب هذا الفيلسوف الحكيم النوراني في بناء مدينته الفاضلة، على أنقاض المدينة الفاسدة، تراءت أمامه صورة المثقّف (الحكيم) الكبير، أستاذه سقراط، الذي قُتل مسمومًا باسم الديموقراطية، وراح ضحية شعب مُضلَّل وخاضعٍ لقوانين خاطئة، فقرّر أن يؤسس مدينته على الفلسفة والحكمة، أي على صُنعِ الحاكم الفيلسوف الحكيم، وأن يُخصّص نظريته بفكرة الاستغناء عن نفر واسعٍ من الذين لا يفيدون في عملية البناء، وعلى تربية رئيس المدينة حتى يكون قادرًا على إدارة شؤون الدولة على الوجه الأكمل. [13]
وما زالت تلك المدينة التي حلم بها أفلاطون، فرضية منتشرة في أرجاء المعمورة، والتي وصفها فيلسوفنا العربي الفارابي، بأنها ستكون مدينة الأمل والسعادة والعدالة، مقابل المدن الجاهلة والفاسدة والضالة.
في كتابه الجديد الصادر عام 2024 باللغة الفرنسية عن دار فايار في فرنسا، بعنوان “إغراء القوة” (La Tentation de Mars)، استند الدكتور الأكاديمي والسياسي والديبلوماسي، اللبناني الفرنسي، غسان سلامة، على تجربة أكاديمية طويلة، وخبرة سياسية أممية واسعة، ليبيّن كيفية تفلّت العالم وتكاثر الحروب والنزاعات والصراعات. وأن دولاً كثيرة أخذت تقع تحت “إغراء القوة والحروب”، ومنها دول صغيرة، وبالتالي، «فإن الحروب الراهنة ليست الوحيدة، إذ إن إغراء القوة أصبح كونيًا وإن الخلاصة التي توصّلت إليها أن التطورات التي حصلت منذ عام ١٩٩٠جاءت متنافرة، ولذا يصعب إيجازها بتعبير. وقد حاول كثيرون، منهم فرنسيس فوكويوما الذي أسماها “نهاية التاريخ” وصامويل هنتنغتون، صاحب مشروع “صراع الحضارات”، وآخرون اختاروا “انتهاء الاستقطاب الدولي”، لكن هذه التوصيفات كافة غير كافية، لأن معيار قواعد اللجوء إلى القوة والمعيار النووي هما الأكثر بروزًا.»[14]
شدَّت انتباهي مؤخرًا لافتة صغيرة تم رفعها ضمن إحدى المظاهرات المتضامنة مع غزة ضد آلة التقتيل الإسرائيلية المدعومة عسكريًا ودبلوماسيًا وإعلاميًا من طرف الغرب، تقول: «هل تعرفون من مات في غزة أيضاً؟ إنها أسطورة الإنسانية والديمقراطية الغربية». لقد صارت كونية الحقوق في خبر كان.
منذ آلاف السنين، والعالم يبحث عن المصلحين، عن الرسوليين الهادين. ظنّ الإنسان أنه وجدهم في أعمدة الحكمة السبعة، الذين ترتفع الحياة على أكتافهم وتشرق شموس المعرفة والخير من أفكارهم النبيلة.
وجدوهم في طاليس، وإنكسمانس، وهيراقليطس، وأمبادوقليس، وديموقريطوس، وأنكساغوراس، وفيثاغورس.
في مسرحية “الحكماء السبعة” التي سبق ذكرها، نسمع الحوار التالي:
«اصنع مِن قولك حَجرًا وارجُم كل الأوثان.
الشعب العاجز لا يملك دَفعًا للطغيان.
هل تتأمَّل ضوء القمر، وشعبك في الوحل مُهان؟
الثورة هي فصل الحكمة، ثُرْ وتحرَّك!
واغضب للحق، وأعلِنْ للعالَم سرك وارفع صوتك.»[15]
الخاتمة
«إن الله يحيي القلوب الميتة بنور الحكمة كما يحيي الأرض الميتة بوابل المطر.»
(من مواعظ السيد المسيح عليه السلام)
وإذا كانت الحكمة قد غُيّبت قسرًا عن المسرح العالمي، فإن على ورثة الحكماء، وهم المثقفون بعامة، واجبًا ورهانًا وأملًا، هو بمثابة المهمة الرسولية الكبرى، يؤكدون فيها بأن الظلام لم يستطع بعدُ أن يُطبق علينا تمامًا، ويجدّون السعي بإخلاص إلى الحقيقة المنزّهة، لإصلاح ما تهدّم، وإنقاذ “المدينة” من غيلان التوحّش، والدفاع عن أسوارها وحرية أهلها، بعد أن تفشّى فيها وباء التلوّث الذهني والنفسي والأخلاقي.
المصادر والمراجع
[1] – الفيومي الحموي، أحمد بن محمد بن علي، المصباح المنير في غريب الشرح الكبير، تحقيق يوسف الشيخ محمد، الجزء الأول، المكتبة العلمية ، بيروت – لبنان، بدون طبعة، ص: 145.
[2] – حلمي، مصطفى، منهج علماء الحديث والسنّة في أصول الدين (الباب الخامس – علم الكلام على مفترق الطرق)، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1982، ص: 186.
[3] – ابن تيميّة، أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام، تفسير آيات أشكلت على كثير من العلماء، دراسة وتحقيق عبد العزيز بن محمد بن خليفة، المجلد الأول، شركة الرياض للنشر والتوزيع، المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى 1996، ص: 480.
[4] – ابن قيم الجوزية، محمد بن أبي بكر، مدارج السالكين في منازل السائرين، تحقيق: علي بن محمد بن عمران – محمد أجمل الإصلاحي – محمد عزيز شمس – نبيل بن نصار السندي، دار عطاءات العلم، المملكة العربية السعودية، الطبعة الثانية، 2019، ص: 62.
[5] – ابن عاشور، محمد الطاهر، تفسير التحرير والتنوير، الجزء 14، الدار التونسية، تونس، بدون طبعة، 1984، ص: 327.
[6] – مكاوي، عبد الغفّار، الحكماء السبعة، صدر هذ الكتاب عام 1990 وصدر عن مؤسسة هنداوي عام 2022، ص: 16.
[7] – علي، ليلى، موقع الجزيرة نت الإلكتروني، بعيدًا عن التقدّم بالعمر…عشر صفات يمتلكها الحكماء فقط، 2021/02/07.
[8] – الطلافيح، هدى، تعريف الحكمة في الفلسفة، موقع علم الفلسفة الإلكتروني، 2022/01/29.
[9] أفلاطون، محاكمة سقراط، (فصل الدفاع)، ترجمة عزت قرني، دار قباء – القاهرة، الطبعة الثانية 2001، ص:109-108.
[10] – الطلافيح، هدى، تعريف الحكمة في الفلسفة، المرجع السابق.
[11] – بوبر، كارل، مائة عام على التنوير، ترجمة عادل مصطفى، صدر هذا الكتاب عام 2002، وصدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام 2018، المقدمة ص: 18-17.
[12] – راجع كتاب: الرمز والسلطة، بورديو، بيير، ترجمة عبد السلام بنعبد العالي، دار توبقال، المغرب – الدار البيضاء، الطبعة الثالثة 2007.
[13] – راجع كتاب: جمهورية أفلاطون، ترجمة حنا خباز، صدر أصل هذا الكتاب عام 1973 باللغة اليونانية، وصدرت هذه الترجمة عام 1929، وصدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام 2017.
[14] – مقابلة شخصية مع المؤلف، أجراها في باريس ميشال أبو نجم، ونشرتها جريدة الشرق الأوسط في لندن، في عددها الصادر بتاريخ 2024/03/14.
[15] – مكاوي، عبد الغفّار، الحكماء السبعة، المرجع السابق، الفصل الثاني عشر، ص: 91.