ليلة السفر إلى القمر
د. علي منير حرب
(جمعت دعوة إلى عشاء في دارة الشاعرين الصديقين هتاف ومحمد صادق، الأصدقاء، الباحث والأديب أسامة أبو شقرا، والإعلامي الناهض فكتور دياب، والشاعر المتألق خالد عبد الباقي وزوجته الكريمة إيمان، والشاعرة المرهفة غادة أرناؤوط، وكاتب هذا الشكر علي حرب، مساء يوم الجمعة في 05/04/2019 .)
…وقلنا في أمثالنا : “لاقيني ولا تطعميني”.
فكيف إذا التقيانا بحضنيهما ورموش الأعين البارقة حبًا وسعادة وترحيبًا، وبأهازيج الفرح الآتي من زمن كانت فيه القلوب تستقبل أحباءها بأنغام نبضاتها، ومواويل أنفاسها، حتى تكاد الأرض تقفز من مكانها لتعانق القادمين إليها.
وكيف إذا التقيانا بكلّ هذا الشوق والدفء والحنين، وفرشا لنا الموائد الطافحة بأطيب ما عجنت أيادي الكرم والجود، وغمرا أطباقنا بأشهى ما يعرفه حب الضيف وتكريمه.
وكيف إذا كان اللقاء، في بيت سكنته روح الشعر الهتافي الصادق، لنأخذ من هناك، من بين جدرانه العابقة بالقوافي وسحر البيان والأخيلة والصور الزاهية بألف لون ولون، طريقنا نحو السماء، نحلّق على أجنحة السندبادين الطائرين من أرض الأرز، ليدلّلا غربتنا ويرطبّاها بطَلّ القصائد المعجونة بعطور لو رششتها على الزهر النائم لفاق يسبّح الخالق بالبهاء.
وكيف إذا جمع اللقاء أبناء القلم الاغترابي، تاريخًا وأبحاثًا وفكرًا وأدبًا وشعرًا، في ظلّ أجواء من الحوار والنقاش لا أرقى ولا أغنى.
انها لعمري أمسية تلألأت فيها نجوم عصت على ثلوج نيسان الكندي، لتبرّد أفئدة تتحرّق لبلادها المعذّبة ولليلة من ليالي ألف ليلة عربية.
شكرًا ينبع من قلوبنا ويتدفق على ألسنتنا، لكما يا خادمي كعبة اللغة وحارسي هيكل الشعر، هتاف ومحمد صادق.
ردٌ من صاحبي الدعوة هتاف ومحمد
هكذا تصبح الغربة وطنا معكم أيها الأصدقاء الأخوة والأخوات .
تمر في حياة كل إنسان أيام مهدورة بدون معنى أو ناقصة من دون أن تبلغ الكمال الإنساني وها نحن نقول إن الأيام التي مرت قبل معرفتنا بالشاعر والأديب والإعلامي المفوه الدكتور علي حرب كان ينقصها معرفة هذا الإنسان المميز خلقا وإبداعا ومثلا عليا ولقد كان من حظنا أن نلتقي هذا الأخ الحبيب المتدثر بالنبل والشهامة وبالعلم والفصاحة .
شكرًا د علي حرب على كل حرف محبة تشكل في يراعك نجومًا وكواكب ترهج في سماء غربتنا ،، شكرًا على هذه التحفة الأخوية والبيانية واللغوية … شكرًا على مودتكم التي جعلت لبناننا يختال في كندا .. أنتم أهلنا وأنتم دائما المثال والقدوة.