***رحلة عمري***
أهداني تلميذي وعزيزي الدكتور بسام فواز جمال الدين، مقطوعة موسيقية من تأليفه وإبداعه بعنوان “موسيقى رحلة عمري”.
إستمعت إليها مرات عدّة، فسحرتني بأنغامها وإيقاعاتها وفيض المشاعر التي ولّدتها لدي.
فاستوحيت من ألحانها الرقيقة المعبّرة، هذه الأبيات، التي تختصر “رحلة العمر”، التي تكاد تتشابه مع رحلات الآخرين، بما فيها من أحلام محققة وخائبة، وبما يعتريها من نجاحات وإخفاقات، وما يعترضها من مطبّات الحياة، لأضعها بين يدي الفنان المبدع بسام، ليصوغها لحنًا على أوتاره.
كندا في 09/03/2018
حطّتْ على كتِفِ المرافئِ راضيةْ وعلى حفيفِ الموجِ غطّتْ غافيةْ
رفعتْ بوجهِ العاتياتِ جبينَها لم تكسرِ الأنواءُ منها صاريةْ
طُفتُ بحارًا سبعةً بسفينتي وراحلتي عبرتْ ذرىً وفيافيا
أرنو إلى الحلمِ الكبيرِ تلهّفًا وإلى النجومِ تهافتًا وتصابيا
وتجمّعتْ في سلّةِ الأيامِ منها غلّةٌ فيها ثمينُ الدرِّ يلمعُ باهيا
وفيها من الأيامِ صفعةُ قادرٍ تاهتْ بها طُرُقي وخابَ رجائيا
***
لكنْ بوجهِ الليلِ كانتْ حارسي أمٌ رؤومٌ تنحني لمصابيا
تمحو سوادَ الليلِ بدرًا ساطعًا وتلملمُ الآهاتِ دمعًا صافيا
فتنيرَ دربي في الظلامِ رعايةً وتعيدَ عزمي لتستكينَ جراحيا
“إنهضْ -تقولُ- فللفوارسِ كبوةٌ” ما فُلَّ سيفٌ في ذراعٍ عاليةْ
في جنةِ الرحمنِ تأوي بعدما كانتْ ملاكَ اللهِ حِرزًا واقيا
***
أهدى إليَّ اللهُ من نعمائِهِ سندًا صبورًا صادقًا ومثاليا
“لينا” (1) هي حبي ودنيايَ التي من نبعِها، غَمرَ الحنانُ فؤاديا
هي شمس أقماري المشعّةِ رونقًا تسمو بهم نفسي وتزهو سمائيا
فوليُّ عهدي “ماهرٌ” (2) بخصالِهِ ورعٌ وحبٌ يستميتُ تفانيا
وبقيةُ العِقدِ النفيسِ بدُرِّهِ “إيادُ” (3) عمري و”ديانا” (4) و”رانيةْ” (5)
وعميدةُ الأحفادِ باسمةُ اللمى “آية” (6) من الرحمنِ أغلى غالية
تحنو بلطفٍ على “عليٍّ” (7) شقيقِها من لحْظِها وردٌ تناثرَ قانيا
***
هي رحلةٌ لمّا انتهتْ حلقاتُها بعدُ لازالَ في السبعينِ عزميَ ماضيا
للهِ أدعو خاشعًا متضرّعًا: إجعلْ ختامَ العمرِ عفوًا وعافيةْ
———————–
- لينا: هي زوجتي ورفيقة عمري وشمس حياتي.
- 3- 4- 5: ماهر، ورانية، وديانا، وإياد: هم أولادي وأقمار دنياي.
6- 7: آية وعلي: حفيداي الغاليان من الغالي الكبير ماهر. و”بيبي علي” هكذا تناديه آية وتداعبه.
***يوم نظمت هذه القصيدة، في التاسع من آذار ٢٠١٨، لم تكن الغاليتان رانية وديانا بعد قد تزوّجنا، وأهدتانا “جاد وسيلين” لرانية، و”تاليا” لديانا، من الصهرين الابنين الحبيبين غسان عبد الله وفيصل شيخ الأرض .