600 سنة من الارتهان
هل تكون التبعية قدر لبنان؟!

400 سنة خضع فيها لبنان لحكم الدولة العثمانية.

23 سنة عاش فيها لبنان تحت الانتداب الفرنسي.

في الخمسينيات اشتعل الصراع حول انتماء لبنان واندلعت ثورة 1958 أيام حكم الرئيس كميل شمعون الذي ارتبط عهده بحلف بغداد.

في الستينيات والسبعينيات سيطرت فصائل المقاومة الفلسطينية وفرضت هيمنتها على كثير من المناطق اللبنانية وتحكّمت بالقرارات اللبنانية ما سمح للرئيس الراحل ياسر عرفات أن يدّعي، أثناء مغادرته لبنان 1982، أنه حكم لبنان لمدة 12 سنة.

في 1975 اندلعت الحرب الأهلية اللبنانية واشتعلت نيران المعارك بين المناطق كافة، ما أدى إلى دخول قوات الردع العربية ومن ثم تفرّد الجيش السوري بالسيطرة على لبنان الذي خضع لحكم الوصاية السورية على مدى 29 عامًا من 1976 إلى 2005.

في حزيران 1982 غزت القوات الاسرائيلية الجنوب اللبناني ووصلت إلى العاصمة بيروت وفرضت سيطرتها على الجنوب اللبناني حتى عام 2000.

في شباط من العام 2006 وقّع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ورئيس التيار الوطني الحرّ(آنذاك) العماد ميشال عون ورقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني، في كنيسة مار مخايل.

عام 2014 اعتبر مندوب طهران في البرلمان الإيراني علي رضا زاكاني، المقرّب من خامنئي، “أن صنعاء أصبحت العاصمة العربية الرابعة التابعة لإيران، بعد بغداد وبيروت ودمشق، وأن إيران الآن تمرّ بمرحلة الجهاد الأكبر”.

في 2015 قال وزير الاستخبارات الإيراني السابق حيدر مصلحي: “إن إيران تسيطر فعلًا على أربع عواصم عربية، وإن الثورة الإيرانية لا تعرف الحدود، وإن جماعة الحوثيين في اليمن هي إحدى نتاجات الثورة الإيرانية.”

في عام 2016 تمّ انتخاب الرئيس عون بعد فراغ رئاسي دام سنتين ونصف، بمباركة إيرانية وسورية.

وبعد مئة عام من ولادة لبنان الكبير، وفي أعقاب انفجار مرفأ بيروت، في الرابع من آب 2020، عادت الأم الرؤوم، بشخص الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان ليلتقي المرجعيات السياسية والحزبية ويطلق يد فرنسا عبر مبادرته لتشكيل حكومة جديدة التي تمّ تعطيلها بفعل “الخيانة الجماعية” المرتكبة من قبل الأحزاب اللبنانية.

تلك بعض حلقات مسلسل الارتهان التاريخي الذي يعيشه لبنان منذ 600 عام من عمره الحديث، ولا زال العرض مستمرًا.

ويحدّثونك عن العهد القوي وتكتّل لبنان القوي والجمهورية القوية والسيادة والحرية والاستقلال!…