هتاف الشعر...درّة التاج في مملكته

أخذنا صديقنا الأصدق والأحب، فيكتور دياب، هذا الصباح المشرق كوجنتيه وابتسامته الطافحة أملاً وحبًا ووداعة، نحو قِبلة الدنيا في كعبة الشعر العربي.

سحرنا الطواف وغشانا الهتاف.

عدنا من رحلة حجّنا ما بين هائم وسكران.

تعالى هتافنا فأسقط النجوم لتتفرّج وترقص.

وصدحت آهاتنا فترجّلت أقمار عن صهوات الغمام تشاركنا فرح القصائد في عرسها الأسطوري العجيب.

كل ما في الهتاف كان يمطر شعرًا، وكل ما حملت كان يقطر شعرًا أخضرَ ندّيًا وفوّاحًا.

كنا نلملم ما يتساقط من بين أناملها من لؤلؤ القوافي ومرجان المعاني، فامتلأت خوابينا وسلالنا عزّا وفرحًا وحبًا وشموخًا.

عرفنا بين يديها كيف يولد الشاعر كما ولادة أشجار الزيتون والتين وكروم العنب، فإما أن تكون شاعرًا بالولادة والروح والدم والمهد، أو لا تكون إلاّ حطبًا من يباس الكلم.

رأينا بأم أعيننا كيف ركعت عرائس القوافي بين يديك يا هتاف وأنت تسرّحين شعرها الذهبي الطويل وتعقدين جدائلها قصائد وأغاني مجد وفرح.

أيقنت بعد محجتي إليك يا هتاف، أنّ كلّ دروب شعرنا العربي المجيد تقودنا إليك كما تقودنا الدروب إلى روما.

للدنيا ملوك وسلاطين، خذوها ويكفينا درّة التاج في مملكة الشعر.