"عكاظ" العرب يولد في كندا

بقلم: د. علي حرب

(ليلة الأحد في الثاني عشر من شهر أيار 2019، لبّى الأخوة دعوة العشاء في بيت الشعر والأدب، دارة الدكتور الشاعر الملحمي العروبي الفذّ محمد صادق وزوجته راعية صالون هتاف الشعر، الشاعرة هتاف السوقي صادق، وهم: الشاعران الزجليان المحلّقان الزائران من الوطن الحبيب لبنان، عادل خدّاج وفيكتور مرزا، والشاعر الأديب اللغوي وسام جرداق، والشاعر الفارس خالد عبد الباقي وزوجته الكريمة السيدة إيمان، وأستاذ اللغة والأدب حسّان عبد الله، والإذاعي الناشط الأمين على مفاتيح الصالونات واللقاءات فيكتور دياب، ومدوّن هذه الأمسية الدكتور علي حرب.)

 

مرة بعد أخرى، يشرّع “بيت عكاظ” قلبه قبل أبوابه، لاحتضان الشوامخ من عازفي القوافي ومرنّميها، وعاشقي العربية وفرسانها، مقيمين وزائرين، ليرسموا على خدّ الليالي لوحات شعرية وأدبية فيها من الألوان والأشكال والصور والرموز، ما لا عين رأت ولا أذن سمعت. فهي من نسيج خلق غنائي فريد ندر العثور على أمثاله إلاّ في عيون الحوريات الساكنات سرًا في أخيلة الهائمين على أمواج السحر بيانًا وبلاغة.

لله درّكما يا “صاحبي عكاظ”، كيف حوّلتما أماسينا إلى أعراس تتغاوى فيها ملكات القصائد فتنعقد لها الحناجر وتهتز لها الأوتار ويضجّ المكان والزمان بتعبّدات هي أقرب إلى السكر بخمر حلال معتّق في أقبية الفتنة والهوى.

ليلة ساحرة تلك التي ضمت فطاحل الشعر والزجل واللغة على مائدة رمضانية عامرة بأطايب الجود تيمنًا بأطايب الكلم المبدع.

باتت كلمات الشكر والامتنان عاجزة  قاصرة، لا تليق بنا كمدعوين ولا تفيكما حقّكما الذي يتعالى يومًا يعد يوم، عن كل آيات الشكر والتقدير.

ما أحوجنا إلى غربلة الأبجدية ورجّ الأفئدة، لنتسقّط منها مفردة مجدولة بالأحجار الكريمة، نقدّمها لكما عرفانًا وتقديرًا.

من كل الذين وقّعوا قبلة على جبين تلك الليلة العرائسية، لكما، يا هرمي الشعر ومنارتيه، هتاف ومحمد تحية إكبار ودعاء جميل.

 

 

ردود على المقالة

محمد وهتاف صادق

الخمر الحلال: أكثم الصيفي، حكيم العرب في سوق عكاظ، يشرب الخمر الحلال من كأس الدكتور علي حرب.

في مواسم الفكر وموائد الأدب أشهى ما يُسكر خمر الروح؟!
فكلما نسمع مفردة من الدكتور علي حرب نخالها نغمة من ميمون بن قيس ( صناجة العرب ) ولكن ببصر وبصيرة وكلما نقرأ جملة له من كتاب أو مقال أو مثال وسؤال نراه مرتديا عباءة أكثم الصيفي متوجًا بكوفيةٍ وعقال شاهرا سيف اللغة العصماء يداوي ( رأس من يشكو الصداع ). ونرانا عندما نكتب  شعرا أمام سيف يده وسيفيْ حاجبيه ونظرة عينيه يكاد أن يسقط القلم من يدينا إن أخطأنا في لفظةٍ أو اختلَّ ميزان الشعر في قلمنا .
عرفناه (حربًا) على الجهل والضحالة والدونيّة، وعرفنا فيه سميّه عليًّا بن أبي طالب في نهج بلاغته وحامل سيفه ذي الحدّين.
ألا بوركت بوركت يا حصن العربية والعروبة، ألا دام قلمك النظيف الشريف بحبره النقي: مدرسة أخلاق، وصحافة حرّة، ونقدًا بنّاءً، ومربيًا أجيالاً، ورسول حبٍّ وسلام

.
خالد عبد الباقي

يَا بَدْرَ التَعَابِيْرِ المُتَألِّقَ المنيرَ

كَأنَّكَ تَصُوغُ العَسْجَدَ قَلائِدَ فَرِيْدَةٍ لأعْنَاقِ مَنْ يُشَاطِرُكَ السَّفَرَالجَمِيْلْ،  فِيْ الامَاسِيْ الحَالِمَاتِ،عَلَىَ تَلاطُمِ بَسَمَاتِ العُمْرِ الَّتِي كُنَّا اعْتَبَرْنَاهَا مُنْتَهِيَةً، لِوَقْعِ مَا نَسّْمَعُ مِنْ خَيْبَاتِ الوَطَنِ الحَبِيْبْ، وَيَخِيْبُ الظَنُّ عِنْدَمَا حَقَّقَ الحُلُمَ شَاعِرَانِ مِنْهُ يَمْلَأَنِ بَعْضَ الزَّمَنِ اسْتِعَارَاتِ الحُّبِّ،  وبَعْضَ السُّوَيْعَاتِ ضَيَاعَ شُعُورِ الأسَى عنيت -عادل خداج، وفكتور ميرزا..

 بَعْدَ كُلِّ انْعِجِاقِ لَيْلٍ بِحَكَايَانَا، لَكَ اشْرَاقَةُ صُبْحٍ لَطَالَمَا انْتَظَرَ فَجْرُهُ عَلَى مَفَارِقِ ضَوْئِهِ لِتَأتِيْهِ بِوَهْجِكَ الوَهِيْجِ، فَيُشْرِقُ، مِنْكَ وبِكَ، ضوءً ومساكب عِطْرٍ، وَيَأتِيْهِ يَرَاعُكَ بِرَوَاجِمَ طِيْبٍ كَأنَّهَا دُمُوعُ ندًى عَلَى خُدُودِ رَوَاجمِ الضوء.

يَا سِرَّ كُلِّ صَبَاحٍ أبْدِعْ !! فَمَا عَرَفْنَاهُ فِيْكَ الا قَلِيْلا ويَا طِيْبَ المَعْرِفَةِ، خُلِقْتَ لِلكَلِمَةِ، فَلا تَحْجُبُ عَنَّا مَوَاقِيْتِهَا فَكُلُّ اطْلالَةِ حُبٍ طَرِيْقُهَا  الفَجْرُ، وَكُلُّ بُزُوْغِ شَمْسٍ دَرْبُهُ النَّدَى الا العِطْر، فَمَا كَانَ وَسِيْطُهُ الا تَعَابِيْرَكَ الجَانِحَاتِ الى الضَؤِ ومَا احْوَجَنَا اليْهَا واليْهِ فِي سُوَيْعَاتِ العُمْرِ الرَّاحِلاتِ ولِيَكُنْ دَائِمَاً ضَؤٌ يَا وَهِيْجَ التَعَابِيرِ وبَدْرَهَا المُتَألِّقِ  المُنِيْرِ…