شموس الشعر تشرق في ليل كندا

ليلة في بساتين عبقر

شموس الشعر تشرق في ليل الاغتراب…

(ليلة السبت في 2019/05/04، وبدعوة من الشاعر الصديق خالد عبد الباقي وزوجته للعشاء في دراتهما العامرة في بروسار.)

 

بقلم: د. علي حرب

05/05/2019

كلما لملمت الشمس فضّة أشعتها من سماء كندا، أطلت شموس شعرية بلون الماس لتشرق على توقيت لبنان.

لا تشكوا غربتكم أيها المجروحون بحب الوطن، فثمّة أوتار من حناجر البلابل والحساسين والحمام، وثمّة خيول مطهّمة، وثمّة سيوف مصقولة، لا زالت ترافقكم، حاملة عبق الأرز والشربين، لتناغي لكم وتهدهد مساءاتكم بألحان وردية مقطوفة من أجمل حدائق الجنان، ولتنقلكم  على صهواتها وعلى أجنحة العنقاء إلى بساتين عبقر.

إنها ليلة زمردية متراقصة لا تشبه أبدًا ما نسمعه عن ليالي السهد أيام الجفاف، تجمعت فيها كل ليالي لبنان البهيّ النظيف، ولكن هذه المرة في وجوه الشعراء والأدباء وذوّاقة الراح من كؤوس القوافي، ومدمني السكر من تشراب الأدب الرفيع.

في حضرة الشعر والشعراء يتحوّل الفضاء إلى سمفونية تعزفها دقات القلوب.

سلمت أيها الشاعر المهندس الراقي خالد عبد الباقي وزوجتك إيمان الملهمة لعبقريتك، وسلمت دارتكم التي احتضنت بفيض كرمها وسخائها أوركسترا معزوفة الجمال التي ضمت الشاعر الكبير الدكتور محمد صادق وزوجته الأخت الشاعرة هتاف السوقي صادق وغرّيدي الزجل اللبناني المتألقين الشاعر سعيد الحاج وزوجته الكريمة، والشاعر جان كرم، والباحث اللغوي الأديب وسام جرداق، والإعلامي الإذاعي البارز، ناشر كنوز المحبة ومنظم الكورس وحامل السلال الحبيب فيكتور دياب، وأستاذ الأدب حسان عبد الله، وكان لي شرف المشاركة بسعادة غامرة.         

 

رد من الشاعر الكبير خالد عبد الباقي

 

أخي الدكتور علي  

بعد التحية،

رأيت أن أكتب في النثر لأشكر ما كان من محبة وتقدير تجاهنا قل مثيله.

أشكرك أنا وإيمان بالكلمة وأقدّم لك هذه المداخلة بعضُها ردٌ علي ما تكرّمت به وارسلته كما

وأرجوك أولًا بعد قراءتها أن أسمع رأيك قبل أن نوزعها.

 لك منا أنا وإيمان كل التقدير والاحترام.

شاكراً لطفك.

 

يُسْعِدُنِي أنْ كَانَ الرِّضَا.

وَيُذْهِلُنِي خَفَقَاتٌ مِنْ قَلْبٍ أبَتْ إلا أنْ تَرَاهُ جَمِيْلا، فَأغْدَقَتْ عَلِيْهِ مِنْ نَدًى ،لِيَأتِي تَرَاتِيْلَ مَذْبَحِ قَدَاسَةٍ تَقَاعَدَ مُبْدِعُو تَجْوِيْدِهَا إثْرَ انْصِهَارِ العَقْدِ المَاسِيّ فِي الجَوَارِحْ المُؤْمِنَةِ النَظِيفَةِ، ولَعَمْرِي انَّهُ فَرَحُ التَمَرُّدِ عَلَى قُمْرَةِ القِيَادَةِ الَى حَيْثُما لَيْلٌ، عِبْرَ الزَّمَنِ الجَمِيْلِ، فَيُبْقِيْهِ جَمِيْلا..

إْن عَبَرْتَ الَىْ حَيْثُ ضوءٌ فَالعَتْمَةُ الَى انْقِطَاعٍ لِبَعْضِ حِيْن، تَعُودُ مِنْهُ مُتَثَاقِلَةً حَيْرَى وَكَأنَّهَا غَيْمَةٌ كَثُرَ الغَيْثُ فِيْهَا فَسَكَبَتْ غِذَاءَ الرُّوحِ وعَاوَدَتِ الرَّحِيْل ،سَادَ نَهَمُ التَوَاصُلِ واسْتَنْفَرَ الشِّعْرُ مَوَاوِيْلَ حَنَانِهِ، والأدَبُ زَرْعَ جَنَانِهِ، واليَرَاعُ صَمْتَ بَنَانِهِ ، واعْتَذَرَ الكَلامُ عَن البّوْحِ  فِي المَكَانِ المَوْعُودِ والمَقَامِ المَقْصُود، وكَأنَّ العُمْرَ فِي اكْتِمَالِهِ زَنَابِقُ بِيْضٌ تَلاشَتْ عَلَيْهَا الحِكَمُ في وَدَاعَةِ  انسيابِ العَسْجَدِ عَلَى خُيُوطِ شَمْسْ، وَتَفَاعَلَ الحُبُّ الذي لا يَنْتَهِي بَيْنَ الظُلْمَةِ فِي  تَقَارِبِ النُّورِ، والغَيْثِ فِي تَبَاعُدِ السُّحُبِ.

ما اجَمَلَ ان تَكُونَ المِحْوَرَ فِي دَوَائِرِ الحُبِّ الكَبِيْرِ والدَّائِرَةَ فِي مَحَبَّةِ المَحَاوِرِ العَابِثَاتِ إلا الى الادَبِ الرَّفيعِ قِفِي حَيْثُ أنْتِ يَا أنَا ولتَسْلُكَ النَّحْنُ مَسَارَاتِ الطُّقُوسِ الحَاِلَمَاتِ بِرَبِيْعِ الحُبِّ، إنَّ الكَلِمَةَ مِن نُورٍ اخْتَارَتْهُ فَاخْتَارَهَا وسَعَينَا هُو الى مَحْقِ الظَّلامِ وهِي الى اخْتِمِارِ المَحَبَّة.

ولَطَالَمَا سَعِدْتُ أنْ كَانَ الرِّضَا.