كريهان يؤذيهما طيّبان:
الجُعَل يؤذيه ريح الورد، وماريو عون يؤذيه نسيم الحرية!...
د. علي منير حرب
بالإذن من الأديب الثائر عاشق الحرية “وليّ الدين يكن”.
قرأت على أحد مواقع التواصل الإجتماعي، جعجعة مقيتة أدلى بها أحد نوائب فقيه الولاية العونية، المسمّى ماريو عون، والتابع لـ”الإعصار اللاوطني المرّ”، استمدّها مما عجّت بها ثقافته وتربيته وأخلاقه، ليصف المشاركات والمشاركين في الثورة- الانتفاضة، فتقيّأ قاذفًا: “لقد تحوّلت ساحات المظاهرات الشعبية إلى كباريه”.
لقد آذته أناشيد الحرية والسيادة والوطنية الصادحة من صدور الأحرار المجروحين بنوائبهم وساستهم، ولم يتحمّل موسيقاها وألحانها، لأن صدره أضيق من أن ينفتح لتغاريد البلابل التي تشدو لإيقاظ فجر الحياة الجديدة.
وقد قضّت مضجعه هتافات الشباب والصبايا ورقصاتهم وهم ينادون على الحرية المخطوفة بنفوس تأبى أن تبكي وتركع على أقدام آلهتها، كما تعوّد هو وأمثاله المنبطحين زحفًا على عتبات الولاية.
فلم يجد في حمّالة فكره ومنطقه وثقافته وأخلاقياته إلاّ هذا النتن المختزن من مؤونة البيت ليقذفه في وجه الشرفاء والأحرار.
فهل كان هذا الموتور المأفون، الذي يرمي المحصّنين والمحصّنات من أبناء وطنه، غافلاً عن روائح المواخير التي فاحت من تجمّعات أتباع إعصار حزبه وحلفائه وهم يتراقصون سكارى أمام أشباح شيطانية كانت ترّنم لزعيم غطّ في نوم ثقيل فيما كان لبنان، كل لبنان، يهتف ويرقص ويغني للوطن كلّه وللحرية وللعدالة.
ليتك يا أيتها النائبة الكريهة تغادر لحظة ماخورك النتن وتنزل إلى “كباريهات” الشرف والكرامة والإباء، علّك تتعلم منها كيف تكون الوطنية الصادقة الأمينة.
إن من تصف ساحاتهم بالكباريه هم أخواتكم وإخوانكم وأمهاتكم وآباؤكم الذين خدعوا بغشّكم ونفاقكم وريائكم وأسقطوا ببراءتهم وعفوّيتهم أسماءكم في الصناديق.
ليتك تتعلّم وأمثالك…ولكن:
“ومن البلية نصح من لا يَرْعَوي عن جهله وخطاب من لا يفهم”.