خريطة الطريق
العلاج بالثقافة
هموم الثقافة (٤)
حديث إذاعي (إذاعة النيل والفرات)
12/07/2022
المطلوب واحد والخريطة واضحة.
لا علاج إلا بالثقافة ولا حصن إلا بالثقافة ولا لقاح إلا بالثقافة.
لا خلاص إلا بإعادة الاعتبار إلى موقع الثقافة وباستنهاض المثقفين لاستعادة المشعل الذي تركوه طوعًا أو انهزامًا أو تزلّفًا بأيدي بعض المستثمرين من أهل الاقتصاد والسياسة والدين والإعلام.
هو بعبارة صريحة وضع العالم “تحت الحماية الثقافية”.
هو ليس حلمًا مستحيلًا لبناء المدينة الفاضلة، لكنه، على الأقل، حلم يجب أن يبقى لكي يساهم في هدم المدينة الفاسدة.
نحن بحاجة الى ثورة ثقافية ثورة المثقف على ذاته ودوره وثورة المثقف من أجل سلام العالم ومستقبله.
أنا ضد مبدأ الفن للفن، فالدين ليس للدين ولا الأدب للأدب ولا العلم للعلم، ولا السياسة للسياسة ولا الاقتصاد للاقتصاد…كل نتاج فكري هو في خدمة خير الإنسان وإسعاده والارتقاء به، ويجب أن يتحلى بالأخلاق والنزاهة والنبل.
الشمس لا تنير لذاتها إنما لتنشر الضياء والحياة للأرض والبشرية.
في كتابهما الجديد حول تكامل النشاط الفكري والأدبي والفني، يؤكد المؤلفان الأرجنتيني خوليو ماريو أوتينو والكندي بروس ماو، أن عصر النهضة الأوروبية كان عبارةً عن فترة من التقاطع المهني المكثف أدّى إلى فيض حيوي من النشاط الفكري، والفني، والأدبي.
والمسألة التي يطرحانها ليست حول رجل عصر النهضة وإنما حول «فريق عصر نهضة»، ويقرّران أن المشاكل المعقّدة التي يعاني منها جيلنا لا يمكن حلُها إلا إذا تقاربت الفنون والتقنيات والعلوم. ويقولان: “نعم، هناك تقدم علمي وطبي وفضائي هائل، ولكن بالمقابل هناك تقهقر إنساني وأخلاقي هائل أيضًا. إنه نظام التفاهة وحده يعمل جيدًا.”
من هنا أدعو إلى:
التنسيق وتوحيد الجهود، ومدّ جسور التعارف والحوار بين مختلف الطاقات الثقافية العربية، وتفادي كل أسباب التفرقة التي فرضتها الأحداث، وخلق أجواء التناغم والتجانس وشدّ العصب الثقافي العربي بين مختلف الهيئات والمنتديات.
الانفتاح على الثقافات الأخرى، والتفاعل مع كل أطيافها.
التخلّص من السلبيات الموروثة.
تكثيف الجهود والتواصل مع المؤسسات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني في بلاد الاغتراب لنقل الصورة الصحيحة عن ثقافتنا وتراثنا.
التواصل مع الجامعة العربية والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، لتنشيط وتفعيل الثقافة العربية.
دعم وسائل الإعلام العربية الموجودة والمساهمة ببرامجها الثقافية.
العمل الجاد لنقل خبرات المغتربين في ممارسة الحريات والحقوق والواجبات وروح المواطنة إلى أوطانهم الأم.