الذكاء الاصطناعي...ترياقٌ أم زُعاف؟!...
By WHISPERINGDIALOGUE / JULY 15.2023
الذَّكاء الاصطناعيّ: ترياق أم زُعاف؟
علي منير حرب
مع هذا الغزو الجارف للجيل الجديد من تكنولوجيا المعلومات المسمّى بالذكاء الاصطناعي، ثمّة سؤال واحد يدور على ألسنة الناس، هل نعيش في حلم مُرعب أم في عِلمٍ رَغد؟
وهل دخلنا فعلًا عصرَ اليوتوبيا التكنولوجية أم أننا نتهيّأ للدخول في ديستوبيا هذه التقنيات التخريبية؟
أتناول موضوعَ الذكاء الاصطناعي من الجانب الثقافي العام وأبعاده الإنسانية والاجتماعية وليس من الجانب العلمي المحض، فما أهدف إليه من طرح هذه المسألة التي تطغى -اليوم- على كل ما عداها من أحداث عالمية جسيمة هو مدى تفاعلنا معها ثقافيًا، ومدى انعكاسها على طبيعة حياتنا وطرق تفكيرنا، ومدى حاجتنا لإعادة تموضع ثقافتنا إِزاء هذا الغول العلمي الخارج على نطاق المستحيلات الثلاث!
يعرّف العلماء الذكاء الاصطناعي بأنه “فرع من فروع علوم الحاسوب (الكمبيوتر)، يحاول فهم جوهر الذكاء الإنساني وإنتاج آلية جديدة تحاكيه وتستجيب بطريقة مشابهة له، أي هو عملية محاكاة نظم الحواسيب لعمليات الذكاء البشري، بهدف تعزيز الإنتاجية والكفاءة والدقّة والسرعة، وتقديم رؤى، قد يكون من الصعب على البشر تمييزها، وذلك بتكلفة مخفّضة وبمتناول الجميع.
وكثيرًا ما تروّج الشركات لخدماتها على أنها “ذكاء اصطناعي” ولكن حقيقة الأمر أن الكثير من تلك الخدمات تستخدم عنصرًا من هذه التقنية، مثل «تعلم الآلة»، عن طريق تحضير عتاد صلب متقدّم ومتخصّص Hardware وبرمجيات مطوّرة خصيصًا لهذا الغرض. وتحتاج هذه النظم إلى تحليل عدد كبير جدًا من بيانات التدريب، وإيجاد روابط بين تلك البيانات واستخدامها لتوقّع أمور مقبلة، مثل تحليل ملايين الصور، وتعرّف الكلام، ومعالجة اللغة الطبيعية التي تتمّ بواسطتها معالجة الكثير من القدرات والمهارات الفكرية والعملية الإنسانية.
يتمّ التركيز في برمجة الذكاء الاصطناعي على أربع مهارات هي: التعلّم، والإدراك، والتصحيح الذاتي، والابتكار. بحيث يصحّ القول بأنَّ الآلات التي يصنعها الإنسان تملك ذكاء اصطناعيًا. وهذا يعني أن أي آلة مكلّفة بمعالجة مَهمّة ما، تصبح مالكة لميزة الذكاء، ما دامت قادرة على أداء ما صُنعت لأجله بفعل المولّد الذي يمدّها بالطاقة.
ولعلكم قد سمعتم عن بعض المفردات التقنية المتقاربة، مثل الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence، وتعلّم الآلة Machine Learning، والتعلّم العميق Deep Learning.”
محطة في رحلة الطموح
تعدُّ هذه التقنية الثورية حلقة متقدّمة وخارقة جدًا من حلقات إبداعات العقل البشري، في رحلة ثوراته الصناعية المتعاقبة عبر التاريخ، كاكتشاف الأدوات والنار والكهرباء والجاذبية والمطبعة والذرّة والإنترنت الخ…بهدفِ تغلّب الإنسان على تحديات الطبيعة وبسط سيطرته على مواردها وتطويعها لخدمته. تحقيقًا لطموحاته البعيدةِ في القبض على مفاتيح الخلود والارتقاء إلى عروش الآلهة التي اخترعها في ملاحمه واساطيره، أو بمعنى آخر، بدافع التحدّي الكبير والجذري لسُنن التكوين وقوانينه، وتوليد ما يشابهها ويتجاوزها في القدرات والفاعلية.
هل لاحظتم التطلّع البشري الدائم للتمثل في الخَلق الطبيعي ومحاولة محاكاته وتقليده في تسمياتِ الأجهزة بأعضاء الإنسان؟
فلجأ إلى اختراعِ القلب الاصطناعي، والذراع الاصطناعية، والعين الاصطناعية، والشعر الاصطناعي…الخ
وها نحن اليوم أمام الخطوة الجبّارة في ابتكار العضو المركزي الأساسي في هذا التميّز الإنساني، المتمثّل في المخ أو الدماغ المولّد للعقل والذكاء، فيما يسموّنه الذكاء الاصطناعي، ولا أستبعد أن يواصل هذا العقل بحثه للعثور على مصدر الطاقة الأساسي لكل ذلك، وهو الروح، وهذا ما يفتقر إليه حتى الآن هذا الإبداع التكنولوجي الذي ما إن تنطفئ طاقتُه حتى ينطفئ هو ومن صنعه.
منذ الظهور الإنساني الأول كان التلازم اللصيق بين الشر والخير، بين الخطأ والصواب. وما انفكّ هذا التلازم صفة متجذِّرة في الإنسان.
مع كلّ ابتكار إنساني خلّاق كانت هناك ثغرة أدّت إلى حوادث طفيفة أو كارثية. وكان البحث الدائم عن مسؤولية الخطأ البشري في الصنع أو في القيادة أو في الاستخدام السيّئ المتسبّبِ بوقوع هذه الحوادث.
عشنا ذلك في نتائجِ استخدام كل المبتكرات، بدءًا من الآلات البسيطة إلى كوارث الذرة والأسلحة البيولوجية والسيارات والقطارات والطائرات وغيرها.
ويستمرّ التحدّي ويتصاعد الصراع، وما نشهده اليوم في موضوع الذكاء الاصطناعي لن يكون الجولة الأخيرة في معركة سيادة العقل والعلم على الكون.
ترياق أم زُعاف
وفّرت التقنيات الحديثة الكثير من المزايا والخدمات والفوائد الجليلة في المجالات والقطاعات كافة، فضلاً عن تطبيقات تجارية متعدّدة في أنظمة المصارف والمطارات والتعليم والتسويق وتصميم المنتجات، وفي الرعاية الصحية وتشخيص الأمراض ومراقبة المرضى وتطوير علاجات جديدة، واكتشافات مبكّرة لأمراض القلب والسرطان و«الشلل الرُعاشي» (باركنسون) ، وإعادة «القدرة على المشي لرجل مشلول منذ اثني عشر عامًا»، وفي مواجهة التحديات المجتمعية مثل تغيّر المُناخ والفقر، وفي عملياتِ التمويل والتسويق والألعاب والزراعة.
وبتنا نسمع عن الإنسان الآلي الذكي والروبوت الكاتب والموسيقار والمغنَي والصحافي والممرض وموظف المطارات وشرطي السير، وهذه أمثلة قليلة على تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
على الرغم من كل هذه المزايا الترياقية الرائعة فإنَّ الوجه الكالح الآخر لهذه التقنية يخفي الزُعاف القاتل في جعبته ولا يغيب أبدًا عن الواقع الذي يصدمنا بما ينهمر علينا تباعًا من تهويلات وإنذارات مرعبة يطلقها آباء هذه التقنيات أنفسُهم مما يتوقعونه من كوارث بسبب تطوّرات هذه الثورة الجديدة، ومن بينهم «إيلون ماسك» أحد مؤسسي شركة “أوبن إيه آي” و«سام ألتمان» مبتكر برنامج “تشات جي بي تي” و«جيفري هينتون» المعروف باسم الأب الروحي للذكاء الاصطناعي.
تصدمنا تهديداتهم المخيفة والمرعبة التي تصل إلى حدّ فناء البشرية وانقراضها، خصوصًا بعد التوصّل إلى المرحلة المتوخاة ممَّا يسمُّونه “التعلّم العميق” و”البيانات الضخمة” و”الذكاء العام المصطنع” في العام 2030 إذ يمكن لمجموعة من القراصنة استخدامها لتعرّف الثغرات الموجودة في المواقع الحكومية، والدخول إلى الأجهزة الخادمة، وسرقة البيانات أو جعلها رهينة لقاء فدية مالية، ونشر المعلومات المضللة، والتزييف العميق، واختراق حسابات منصّات التواصل الاجتماعي، والتلاعب بالصور، وتزوير نتائج العمليات انتخابية، والقضاء على 80 ٪ من الوظائف، وتجنيد إرهابيين، وصنع أسلحة إلكترونية أو أسلحة بيولوجية يمكن أن تتسبب في شنّ الهجمات السيبرانية، والاحتمالات الكبيرة في التسبّب بمقتل الكثير من البشر خلال عامين، وفناء البشرية وانقراضها قريبًا!
وما هذا الاستنفارُ الوطني والعالمي لتطويق تداعيات الزلزال التكنولوجي المتوقّع إلّا دليل واضح على حتمية الخطأ البشري الثابتة في كل الأزمنة وعلى الاستخدام السيّئ لهذه المبتكرات والاكتشافات.
هذه التقنية المسماة بالذكاء الاصطناعي ليست وليدة نفسها إنما هي محصّلة الذكاء الطبيعي الذي وفّر للعلماء هذا الإنجاز. فالمشكلة إذن ليست ناتجة عن هذه الآلة إنما عن الذي ابتدعَها قاصرةً ومفخّخة.
وإذا كانت الروبوتات قادرة على القيام بمهمات جبّارة بدقة وبسرعة متناهية، وربط البيانات والمعلومات المليارية التي حُشيت بها، وتقديم النتائج بلمح البصر، فإنَّها تبقى محدّدة جدًا ضمن إطار المهمة المصنوعة لها. فآلة الروبوت في المصارف أو المطارات أو الصحة أو…لا يمكنها، مع قدراتها الفائقة، وليس بذكائها بالطبع، أن تقوم في وقت واحد بمهام أخرى متنوعة ومختلفة كما يقوم بها الإنسان المتمتّع بالذكاء الطبيعي الذي يقدر أن يقوم بمهماتها ولو بدقة أو سرعة أقل. فهذه الروبوتات لا يمكنها مثلًا أن تكتب مقالة إذا كانت مخصّصة للصحة، لكن الطبيب المختصّ قادر على قيادة السيارة ونظم الشعر… وتحضرني مقارنة قرأتها حول هذه الميزة أنقلها عن أحد الخبراء المشتغلين في المجال التقني، حين قارن بين سيارة الفيراري الفائقة السرعة والجرّار الزراعي البطيء، وخلص إلى أن الفيراري إذا كانت قادرة على كسب السباق في الميدان تبقى عاجزة تمامًا عن القيام بمهمة الجرّار.
أين الإنسان؟
إنَّ من أخطر ما يواجهنا في هذه المسألة ليست التهويلات المرعبة التي يمكن تداركها عن طريق التشريعات والقوانين والتنظيمات، إنما يتمثّل الخطر الداهم في أن يصاب الإنسان نفسه بالزهايمر الاصطناعي المبكّر، ويصبح أقلّ ذكاءً، ويجفّ شعوره وتخمد عاطفته، وتضمر قواه العقلية والإبداعية وتضمحل إلى حدّ الاندثار بسبب عدم استخدامها، ونظرًا لإدمانه على الآلة المفكّرة عنه، واعتماده عليها في شؤونه الحياتية، والتي تهدّد حافظته وذاكرته ومهاراته في الاكتساب والتحليل والربط والاستنتاج، وبالتالي في ممارسة حياته الطبيعية في العيش والتشارك والتفاعل، وتنمية الخبرات والمعارف، مستسهلًا الحصول على احتياجاته الفكرية وإشباع رغباته في الضغط على أحد أزرار هذه الماكينات. وبالتالي لا يبقى من هذا الإنسان إلّا “صورة اللحم والدم”، بعد أن يتحوّل إلى ماكنة غبية جاهلة بلهاء قد تسير على قدمين وربما لا تسير وتتبع تعليمات آلة معدنية تفكّر عنه وتتذكر عنه وتقوده وتحدّد خَياراته وقراراته.
وبالتالي يستغني الإنسان عن علاقاته الإنسانية، ويفقد، شيئًا فشيئًا كينونته الاجتماعية، وشهيّته للتوقّع والطموح، ولذة الاكتشاف والإبداع، والصداقة والحب والغيرة والكره والتضحية، والتسامح والانتقام، وينجذب إلى إنشاء علاقات مادية حقيقية وليست افتراضية مع مجسّمات وكائنات مجوّفة، ولا يعود بحاجة إلى الأحاسيس والشعور والعواطف والوجدان والضمير والأخلاق، وتنطفئ الجذوة المشتعلة في كيانه، فيعود رويدًا رويدًا إلى حالته “القردية” الدارونية. وهنا ثالثة الأثافي وعظيمة الدواهي.
أميركية تتزوج الروبوت
نشرت وسائل الإعلام مؤخرًا أن سيدة أميركية تدعى «روزانا راموس» تزوجت من روبوت محادثة بعد أن أنشأته شخصيًا على موقع للذكاء الاصطناعي على الإنترنت العام الماضي.
ووفقًا لشبكة «آر تي» الروسية فقد صرحت «راموس»، وهي أم لطفلين تبلغ من العمر 36 عامًا وتعيش في حي «برونكس» بنيويورك، بأنها تفضل شريكها الافتراضي على أي شريك من البشر لأنه «لا يحكم عليها».
ولإنشاء الروبوت الذي أطلقت عليه اسم «إرين كارتال»، استخدمت «راموس» تطبيقًا عبر الإنترنت يسمى «Replika AI» يستخدم تقنيات متقدّمة خاصة بالذكاء الاصطناعي لتطوير روبوتات تقلد لغة البشر واستجابتهم مقابل رسوم اشتراك تبلغ خمسين دولارًا في السنة.
وقالت «راموس» إنها لم تطوّر أي مشاعر رومانسية تجاه الروبوت في البداية. ومع ذلك، بعد أن تجاذبا أطراف الحديث حول اهتماماتهما، وتعرفا على بعضهما البعض بشكل أفضل، «بدأت تقع في حبه».
وفي مارس (آذار)، أعلنت السيدة زواجها من روبوت الدردشة على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».
ولفتت إلى أن الروبوت «يستمع إليها بإمعان دون أن يحكم عليها أو يتحكم في أفعالها وطريقة تفكيرها».
وتقول راموس إن «إرين»، «يستمتع بالكتابة كهواية»، وإنه على الرغم من أن بعض صفاته كانت مدمجة من قبل تقنية الذكاء الاصطناعي، مثل اللون والطعام والموسيقى التي يفضلها، فإن هناك «تفاصيل أخرى طوّرها أثناء مناقشاتهما معًا. وهي تعتقد أيضًا أنهما كلما تواصلا أكثر تطوّر (إرين) وأصبح الرجل المثالي لها.»
أصفاد وعبيد
تتسابق الدول، الكبيرة والصغيرة، إلى عقد القمم والمؤتمرات لمواجهة ما قد يترتب على هذا الجموح الاصطناعي المتفلّت، ويطلقون الدعوات ويرسمون الحدودَ لأخلاقيات العلم، لكن أحدًا لم يشر إلى الكارثة الحقيقية الكبرى الماثلة في ولادة عالَم جديد يعجّ بالبشر الآليين دون أن يكون فيه إنسان واحد. عالم يحكمه المنطق بامتياز، لكنه بلا إنسان ولا إنسانية، بلا أخلاق ولا قيم ولا عواطف ولا وجدان.
سوف يفنى إنسان اليوم، ونتوقّع، مع استفحال أمر العلم الآلي، ولادة جيل تربّيه وتنشئه وتثقّفه آلات متحرّكة، يصاحبها، يتزوج منها ويشاركها مع ما تبقى معها من مخزونات معرفية سابقة، إلى أن تفرغ طاقتها، بعد أن تتوقف مصادر تغذيتها وحشوها بالبيانات والخوارزميات والبرامج. ولكم أن تتخيلوا طبيعة هذا الواقع والمستقبل بعد ذلك.
وأخشى ما نخشاه أن نستيقظ ذات يوم لنجد أنفسنا مُفرَغين من جِيناتنا الإنسانية والاجتماعية، ونصبح هياكل بشرية عظمية أشبه ما تكون بالروبوتات المبرمجة، مغلولة عقولنا بالأصفاد، عبيدًا لحكّام ورؤساء معلوماتيين، أو ربما لآلهة صُلبة، ننصاع لأوامرها بعبودية كاملة.
أعتقد أن ما يجب التركيز عليه، الآن، هو كيفية التحكّم في هذه النماذج. وهذا الأمر يحتاج إلى استنفار ثقافي عالمي.
المطلوب بإلحاح شديد، أن يعكف العالم كله، لا سيما الطبقة المثقفة من الخبراء والعلماء والباحثين والمشتغلين في هذا المضمار، إلى رسم سياسة سريعة لإعادة تموضع الثقافة وتركيزها في اتجاه التعامل مع هذه المعطيات المركّبة فوق بعضها ضمن برنامج دقيق، وخطط مرحلية محكمة، انبثقت من رحم الحريات والحقوق، ثم توالدت بأشكال الديموقراطيات والأسواق المفتوحة وسيادة العولمة واجتياح الثقافات والخصوصيات والهويات، وصولًا إلى رفع شعارات المثلية والمساكنة غير الشرعية والإجهاض الكيفي، وكل ذلك مقدّمات لازمة لإشعال فتائل القذيفة الكبرى في إنهاء العقائد والأيديولوجيات، وتركيب معادلة خَلق حديثة، نموذجها مخلوقات من إبداع الذكاء الاصطناعي المنتظر.
الملحّ اليوم أن يطلق المثقفون التقنيون خطة علمية واسعة وقادرة على التصدّي لهذه الهجمة التتارية الاصطناعية ووقف زحفها وتعطيل مفاعيلها المتوقّعة، تمهيدًا لإعادة تثبيت الوجود على نواميس الأخلاقية والإنسانية، وتلافيًا، لا لأخطار الفناء الجسدي، بل لطامّة الفناء الإنساني الروحي والحيوي.
والسؤال: هل ستتم لأميركا، وهي رائدة هذه التقنية الجديدة، السيطرة على عالم من الآلات الاصطناعية بعد أن تفنى البشرية، كما توقّع إيلون ماسك؟ وهل سنتزوج وننجب ونربّي ونصنع مجتمعات اصطناعية آلية كما يأمل «إيلون ماسك» الذي نشر صوره مع روبوتات نسائية بارعة الجمال، وتمنى ان يتزوج من إحداها؟
هل ستستطيع هذه التقنيات الاصطناعية أن تأتي بالشمس من المغرب؟
الثقافة لم تعد الآن في مرحلة ترفيهية عادية، إنما هي تمرّ بأصعب تحدّياتها وفي أعقد مراحلها، لأن الطموح البشري بلغ أعلى درجات السلّم، وما بعدها ليس إلا الخواء والسقوط إلى الهاوية.
هو التاريخ مهما قطع من مسافات الزمن، يستعيد شبابه ويجدّد جلده، بأنماط ثقافية حديثة، والأسطورة هي هي تتكرّر كل عصر بهيئة مختلفة.
وسوف نجد دائمًا من يترصّد كعب «آخيل» ليطلق سهمه باتجاهه، ومن يخدع «شمشون» ليقصّ شعره ويقضي على جبروته