الحراك الثقافي العربي في المهجر - نجاح وإخفاق
سلسلة ندوات
أولًا: كلمات الافتتاح
الأحد في 13/03/2022
كلمة السيد محمد الدباسي، رئيس الاتحاد العالمي للمثقّفين العرب
حيّاكم الله جميعًا.
أتقدّم بالشكر الجزيل للجهد الكبير الذي يقدّمه مكتب كندا، بشخص مديره الدكتور علي حرب، وأعضاء هيئة المكتب، لخدمة الثقافة العربية والاتحاد.
ولد الاتحاد العالمي للمثقفين العرب في فبراير ٢٠٢١، واستطاع خلال فترة وجيزة أن يصل إلى أكبر مساحة ممكنة من مناطق العالم لاستقطاب جميع المهتمين والمشتغلين في شؤون الثقافة.
إن باكورة أعمال مكتب كندا لعام ٢٠٢٢، تبلورت في تنظيم هذه الندوات الهامة لكي تخدم المثقف العربي في المهجر، واستطاع الدكتور حرب أن يأتي على الجرح، ونأمل أن تصل رسالته إلى أكبر شريحة ممكنة ليستفيد منها الجميع حول العالم.
على بركة الله وأتمنى لكم التوفيق وأسأل الله أن يمدّكم بالنجاح.
******
كلمة الدكتور محمد إقبال حرب، نائب رئيس الاتحاد للشؤون الثقافية
مساء الخير تراتيل لقاء بين الوطن والمهجر
مساء الخير رباط فكري ثقافي يزهر وطنًا في غربة وأملًا في عودة.
أرحب بكم فردًا فردًا، محاضرين وحضور في باكورة أعمال الاتحاد العالمي للمثقفين العرب لهذا العام بعنوان: “الحراك الثقافي العربي في المهجر – نجاح واخفاق” التي أطلقها مكتبنا في كندا برئاسة د. علي حرب، الذي يعمل جاهدًا على إبراز وإحياء المشهد الثقافي عامة والعربي في بلاد المهجر بصورة خاصة مع فريق مميز العطاء. أتقدم بالشكر من الدكتور علي حرب هذا العطاء الفكري ومن المسؤول الإعلامي الأستاذ فكتور دياب على عطائه المميز في تغطية هذا اللقاء. كما أشكر الأستاذ أسامة أبو شقرا نائب مدير مكتب كندا والمحاضرين الكرام على حضورهم الراقي الذي سيثرينا عطاء فكريًا. كما نرحب بكل الحضور في رحاب الاتحاد العالمي للمثقفين العرب.
تقرض الغربة أركان المغترِب حتى تضمحل هويته ويشوب انتماءه ضمور متنام يُفقده القدرة على بناء شخصيته كما كان يعرفها فيصرخ على خجل مستنجدًا. لذلك كان من الضروري الاستجابة لهذا النداء الصارخ من قبل مثقفي الجاليات العربية عبر القارات والعمل على تغذيته بروح الوطن والأمة عبر الثقافة البناءة الواعية. خلال موجة الهجرة الكبيرة مع بدايات القرن الماضي سبقتنا ثلة من العظماء الذين استجابوا للنداء فكتبوا وأنشأوا الصحف وأقاموا المنتديات خاصة في أميركا الشمالية والجنوبية. لكن مع الوقت خبت تلك الطفرة كونهم لم يأسّسوا لمن يحافظ على رايتهم.
ومع بداية هذا القرن وازدياد أعداد المهاجرين والمهجّرين دعت الحاجة المثقفين العرب إلى إنشاء عدد كبير من المنتديات والجمعيات التي سهّلتها التكنولوجيا. نشهد حاليًا الكثير من النجاحات والإخفاقات لهذه الجمعيات والمنتديات لعدة أسباب لا مجال للخوض بها.
تأسس الاتحاد العالمي للمثقفين العرب استجابة للحاجة الماسّة إلى حراك جدّي يؤسس لثقافة عربية مستدامة للجاليات العربية في المغترَب تُعنى بكل أشكال الثقافة وأبحاث اللغة والتاريخ والعمق الحضاري الإنساني. لهذه الغاية يضم الاتحاد نخبة واسعة من روّاد المعرفة وخبراء اللغة والتاريخ كما نخبة من المثقفين تعمل على تحقيق هذا الهدف مع بناء جيل جديد قادر على حمل الراية.
العمل الجاد الذي يقوم به الاتحاد أبعد من الحاضر وأعمق من طفرة عابرة.
أشكركم على حضوركم ومساهماتكم الفكرية في هذا اللقاء الفكري لنتعلم من أخطاء الماضي والبناء على النجاحات نجاحات نسلم عهدتها لأجيال قادمة. والشكر موصول لمكتب كندا ممثلًا برئيسه د. علي حرب على جعل هذه الندوة انطلاقة ثقافية مميزة.
******
كلمة د. علي حرب، مدير مكتب كندا
يسعدني بداية أن أرحّبَ بحضور الأستاذ محمد الدباسي رئيس الاتحاد العالمي للمثقفين العرب، وبالدكتور محمد إقبال حرب نائب رئيس الاتحاد للشؤون الثقافية، وأن أشيد بكل أشكال الدعم التي يمنحانها لمكتبنا.
كما يسرّني توجيهُ الشكر لأعضاء هيئة المكتب وصديقنا المواكب الدائم لأعمالنا الدكتور يوسف شموني، لتعاونهم ومتابعتهم الدؤوبة لتحقيق نشاطات المكتب وتقديمها بالصورة اللائقة بأهدافنا،
ولا أنسى أبدًا شكري وتقديري لجميع الأخوات والإخوان المحاضراتِ والمحاضرين، الذين استجابوا بتقديم مداخلاتهم للإضاءة على موضوع هذه النَدوات من مختلف زواياه العالمية.
وأوجّه أيضًا تحيةَ تقدير للكاتبة والفنانة مي العيسى لمبادرتها في تلقّف هذا الحدثِ الثقافي وعرضِها الكريم بتوثيقه في ملف خاص لمجلة همس الحوار والأكاديمية البريطانية. وأرجو من جميع المحاضرين الكرام إرسال أوراق مداخلاتهم إلينا لجمعها وتنسيقها تحضيرًا لهذه الغاية.
كما لا أنسى الترحيبَ بجميع الحاضرين عبر هذه المنصة شاكرًا لهم تلبيةَ دعوتنا ومنتظرين منهم ما يشكّل إضافات مهمّة إلى ما سوف يتمّ عرضُه ومناقشتُه.
عندما نتحدّث عن الثقافة، والحَرَاك الثقافي، فإنما نعني مجموعةً من العناصر التي تدخل في تركيب كل المكوّنات التي تنتج تنمية ذاتية واجتماعية شاملة ومستمرة. الثقافة ليست لغة ولا تراثًا ولا أدبًا ولا عاداتٍ فحسب، هي كل هذا وفوقَه الكثير. هي الهواء والشمس والماء والتراب، التي لا يمكن لشجرة الإنسانية أن تنمو بدونها. لذا فإن التجمّعات التي تنتسب إلى الثقافة لا يمكن لأهدافها أن تكتمل إذا اقتصرت على عنصر وأغفلت العناصر الأخرى.
لقد قدّمت الثقافة العربية عبر التاريخ مساهمات جليلة في تشكيل لوحة الحضارات الإنسانية.
ويبدو للناظر اليوم أن البيت الثقافي العربي، حول العالم، يظهر بأجمل قَوامه بفعل العديد من المنوّعات الثقافية، الإعلامية والاحتفالية ومواسم الأدب والفكر والنقاش، التي ينظّمها أهل الفكر والقلم، أفرادًا وجمعيات، والتي لا شكّ أنها تدعو إلى الاعتزاز ونشر الأمل، إلّا أننا لا بدّ أن نقف موقفًا نقديًا موضوعيًا نتفحّص فيه أسس هذا البيت الجامع للاطمئنان على متانتها وكشف ما يصيبها من عيوب ومحاولة ترميم ما ينتابها من تشقّقات.
ونظرًا للمسؤولية التاريخية والإنسانية التي تقع على عاتق حرّاس التنوير من أهل الثقافة.
فقد عمدنا إلى تنظيم هذه السلسلة من النَدوات علّنا نعرض معًا واقع المشهد الثقافي العربي في بلاد المهجر بما له وما عليه، ونتداول وإياكم شؤونَ هذا الجانب الأساس في حَرَاكِ نهوضنا.
لن أطيل عليكم وأختم متمنيًا النجاح لما نصبو إليه جميعًا في خدمة الثقافة العربية والمساهمةِ في فتح السبل التي تعترضها ومحاولةِ السعي لترسيخ حضورها البهي وتعديل الصورة الرمادية اللاصقة عنها وعنّا في أذهان مجتمعاتنا الجديدة في بلاد الاغتراب. آملًا من جميع المهتمّين أن يتابعوا حلقاتنا القادمة لإضافة المزيد من الأفكار والخِبْرات في هذا المجال.
أجدّد الترحاب بكم، وأترك المِنبرَ لمدير مِنبرنا الصديق فكتور دياب.
* وقائع الندوات كما تمّ نشرها في مجلة “همس الحوار”
التي تصدرها الأديبة والمترجمة السيدة مي العيسى في بريطانيا – لندن
“Whispering Dialogue”
في عددها الصادر في 15/04/2022
د. علي منير حرب:
عندما نتحدّث عن الثقافة، والحَرَاك الثقافي، فإنما نعني مجموعةً من العناصر التي تدخل في تركيب كل المكوّنات التي تنتج تنمية ذاتية واجتماعية شاملة ومستمرة. الثقافة ليست لغة ولا تراثًا ولا أدبًا ولا عاداتٍ فحسب، هي كل هذا وفوقَه الكثير، هي الإنسان بكل ما فيه من صفات إنسانية، هي الهوية والانتماء والجذور، هي الهواء والشمس والماء والتراب، التي لا يمكن لشجرة الإنسانية أن تنمو بدونها. لذا فإن التجمّعات التي تنتسب إلى الثقافة لا يمكن لأهدافها أن تكتمل إذا اقتصرت على عنصر وأغفلت العناصر الأخرى.
لقد قدّمت الثقافة العربية عبر التاريخ مساهمات جليلة في تشكيل لوحة الحضارات الإنسانية. ويبدو للناظر اليوم أن البيت الثقافي العربي، حول العالم، يظهر بأجمل قَوامه بفعل العديد من المنوّعات الثقافية، الإعلامية والاحتفالية ومواسم الفنون والأدب والفكر والنقاش، التي ينظّمها أهل الفكر والقلم، أفرادًا وجمعيات، والتي لا شكّ أنها تدعو إلى الاعتزاز ونشر الأمل، إلّا أننا مدعوون حقًا لنقف موقفًا نقديًا موضوعيًا، نتفحّص فيه أسس هذا البيت الجامع، للاطمئنان على متانتها وكشف مزاياها وعيوبها ومحاولة ترميم ما ينتابها من تشقّقات.
ونظرًا للمسؤولية التاريخية والإنسانية التي تقع على عاتق حرّاس التنوير من أهل الثقافة.
فقد عمدنا إلى تنظيم هذه السلسلة من النَدوات لغاية استعراض واقع المشهد الثقافي العربي في بلاد المهجر بما له وما عليه، والتداول في شؤونَ هذا الجانب الأساس في حَرَاكِ ثقافتنا، ومحاولةِ السعي:
- لتعزيزها وترسيخ حضورها البهي.
- زرع بذورها في نفوس أجيالنا وعقولهم.
- لمّ شمل الصوت الثقافي العربي المشتّت والمتخاصم.
- توفير مساحة لائقة بالثقافة العربية بين تنوّع الثقافات المنتشرة في مجتمعات الاغتراب.
- تعديل الصورة الرمادية اللاصقة عنها وعنّا في أذهان مجتمعاتنا الجديدة في بلاد الاغتراب.
فقد أجمع السادة المحاضرون من مدينة مونتريال في مقاطعة كيبيك الكندية، على كثير من العناوين التي ترصد نجاحات الحراك الثقافي العربي في مختلف المجالات والمستويات، والتي تظهر مدى حيوية هذا الحراك أدبًا وإعلامًا وفنًا ولغة، ومِهرجاناتٍ، وجمعيات، ونَدوات.
كما أنهم كادوا جميعًا يتوافقون على جوانب الإخفاق التي تتمثّل في:
- تواضع الحصاد الثقافي الناتج عن ضعف التنسيق وفشل العمل الجماعي.
- هيمنة نزعة الشخصانية والظهور.
- ضمور حركة الترجمة والنشر.
- قصور التفاعل مع الجاليات والثقافات الأخرى.
- غياب عنصر الشباب والجيل الجديد.
- عدم الإفادة من أجواء الحريات والديموقراطيات المتاحة.
- معاناة الاصطدام ما بين القديم الموروث والجديد القائم.
وفيما نقلّب معًا صفحات واقعنا الثقافي حول العالم، ونقلّب معها تاريخ حضارتنا أو مواجعَنا العربيةَ إذا صحّ التعبير، فإننا نخلص إلى الحقائق التالية:
إذا كانت الثقافة العربية طارئةً وافدة مع قوافل المهاجرين العرب التي حطّت رحالها على أرض العالم الجديد، فإن الأمر يختلف تمامًا عما هو عليه الحال في أوروبا عمومًا.
وإذا ما بدت الثقافة العربية بعامة، ولغتنا العربية بخاصة، رائجتين منتشرتين أفقيًا، على امتداد رقعة العالم الذي وُلد من رحم أوروبا وتلبّس هيئتها وشخصيّتها ولغاتها، بفضل كرم الظروف السياسية البائسة التي خيّمت قرونًا على أوطاننا العربية!!! فإن الثقافة العربية في أوروبا، واللغةَ العربية بخاصة، كانت مَنجم الفكر للشرق والغرب، وبِضاعة رائجة مطلوبة ومرغوبة، منذ مئات السنين، ولم تنتظر أبدًا مواسم الهجرات لتنتقل إلى العواصم والمدن، كانت متجّذرة عاموديًا وأفقيًا هناك، بفضل تجلياتها الحضارية، فكرًا وعلومًا ولسانًا، نظرًا لظروف تاريخية وجغرافية وجيوبوليتيكية، ربطت ما بين عالمي الشرق العربي والعالم الغربي المتمثّل بأوروبا كلِها آنذاك.
إن أسباب الهجرة العربية ومصادرَها ومكوّناتِ فئاتها إلى أوروبا تحديدًا، ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالتاريخ الاستشراقي والسياسي الذي يجمع بين توجّه غربي نحو الشرق وتهافت عربي نحو الغرب.
وقد تبدى ذلك، عبر حقبات مختلفة من الظروف التاريخية، حيث شكّلت الثقافة العربية بصمات مختلفة عما هي عليه في سائر أنحاء العالم.
فالإعلام العربي بعامة، والصحافة بخاصة، كان له تمركز فعّال احتلّ حيّزًا واسعًا بين الوسائل المحلية والعالمية في أوروبا عمومًا، وبريطانيا وفرنسا بشكل خاص.
كما أن الجامعات ومراكزَ الأبحاث ومعاهدَ تعليم اللغات الشرقية لعبت دورًا هامًا في استقطاب طلاب العلم والباحثين، وشكلت موئلًا للعديد من المفكرين والأدباء والشعراء العرب، وتمكنت دور النشر والطباعة العربية من المساهمة بشكل كبير في رواج ونشر الثقافة العربية. ما أتاح للحراك الثقافي العربي في تلك البلاد أن يشكّل حالة متميزة كان لها دور رائد وتوجيهي في دعم وتشجيع النشاطات الثقافية المختلفة، ونجمل ذلك فيما يلي:
الإذاعة والتلفزيون – مهرجانات – معاهد تعليم – الموسيقى – معاهد تعليم اللغة – عروض أفلام عربية – معارض فنون تشكيلية – مكتبات – أندية ثقافية – تعدّد التجمّعات والمؤسسات الثقافية العربية.
أما الجانب السلبي فقد تشابه في كثير من واقعه مع المعطيات السابقة في كندا، من حيث:
عدم التجانس بين المجموعات العربية المهاجرة.
ضعف الإنتاج الأدبي لغة وصياغة.
شيوع ثقافة الدين والمطاعم والمطابخ العربية والمقاهي والفرق الغنائية.
النظرة المقلقة إلى العرب.
غياب مؤسسات النشر والترجمة.
العجز عن اختراق الثقافة الغربية.
التفكك بين الأجيال.
تداخل السياسي والديني بالثقافي.
تفكيك الهوية العربية.
كثرة التجمعات مع قلة المردود.
وبدا واضحًا أن أسباب الإخفاق تكمن في الجوانب التالية:
هيمنة الأهداف الاستثمارية التجارية تحت مسميات الثقافة.
الرقابة الرسمية.
منافسة المؤسسات الصهيونية.
غياب دور البعثات الديبلوماسية العربية.
غياب دور الجامعة العربية.
أما في الولايات المتحدة الأميركية، فإن الصورة العامة توحي بأمل أكثر إشراقًا مما هو عليه الحال في أوروبا، حيث تنتشر فعاليات التجمّعات والهيئات الثقافية العربية بشكل واسع على امتداد معظم الولايات الأميركية، وتقوم بدور ناشط لتعميم تعليم اللغة العربية وإعادة نشر التراث العربي الفكري والعلمي والفلسفي، لكنها لم تستطع هي أيضًا أن تتجاوز العقبات التي ذكرت سابقًا، لاسيما في توحيد الجهد العربي والتخلّص من التفرّد والتناقض وتشكيل جبهة أو تآلف عربي يمكنه التأثير والظهور.
وكذلك هي الحال في أستراليا، حيث تشهد تلك القارة النائية، طفرة كبيرة من المهاجرين العرب، وظاهرة لافتة في تعدّد المنتديات الثقافية العربية، ونشاطًا بارزًا في نشر تعليم اللغة العربية والنجاح في تطبيقها في بعض المؤسسات التربوية الرسمية، لكنها، مع كل هذه الفعالية لم تتمكن، وللأسباب عينها وبإضافة أسباب سياسية أخرى، ما أدّى إلى تشتت الصوت العربي وعدم نجاحه في تشكيل تجمّع عربي فاعل أو تعديل الصورة النمطية المشوّهة المطبوعة عن الشخصية العربية في أذهان المجتمع الجديد، وحال دون تحقيق الجوهر المقصود من أي حركة ثقافية عربية.
أولًا: الأهداف
- تعزيز الثقافة العربية وترسيخ حضورها في بلاد الاغتراب.
- زرع بذورها في نفوس أجيالنا وعقولهم.
- لمّ شمل الصوت الثقافي العربي المشتّت والمتخاصم.
- توفير مساحة لائقة بالثقافة العربية بين تنوّع الثقافات المنتشرة في مجتمعات الاغتراب.
- تعديل الصورة الرمادية اللاصقة عنها وعنّا في أذهان مجتمعاتنا الجديدة.
ثانيًا: مظاهر النجاح
- استمرار البصمات التاريخية لأثر الثقافة العربية في مختلف بلاد الاغتراب.
- حيوية الحراك الثقافي العربي أدبًا وإعلامًا وفنًا ولغة، ومِهرجاناتٍ وجمعيات ونَدوات.
- انتشار وتمركز الإعلام العربي بعامة، والصحافي بخاصة.
- اهتمام الجامعات ومراكز الأبحاث بالدراسات الشرقية وكليات تدريس اللغة العربية والتراث الثقافي العربي.
- استقطاب طلاب العلم والباحثين والمفكرين والأدباء والشعراء العرب.
- انتشار دور النشر والطباعة العربية.
- استثمار تكنولوجيا التواصل لتبادل الخبرات الثقافية ونشرها.
ثالثًا: مظاهر الإخفاق
- ضعف التنسيق وفشل العمل الجماعي.
- التفكك بين الأجيال.
- تداخل السياسي والديني بالثقافي.
- تفكيك الهوية العربية.
- هيمنة نزعة الشخصانية والظهور.
- الانكباب على لقاءات الشعر والأدب والفنون وإهمال الروافد الثقافية الأخرى.
- غياب دور الوعي الأسري.
- ضمور حركة الترجمة والنشر.
- قصور التفاعل مع الجاليات والثقافات الأخرى.
- غياب عنصر الشباب والجيل الجديد.
- عدم الإفادة من أجواء الحريات والديموقراطيات المتاحة.
- معاناة الاصطدام ما بين القديم الموروث والجديد القائم.
- عدم التجانس بين المجموعات العربية المهاجرة.
- ضعف الإنتاج الأدبي لغة وصياغة.
- شيوع ثقافة الدين والمطاعم والمطابخ العربية والمقاهي والفرق الغنائية.
- هيمنة الأهداف الاستثمارية التجارية تحت مسميات الثقافة.
- تفاقم النظرة المقلقة إلى العرب، وعدم النجاح في تبديل أو تعديل هذه النظرة.
- تفاقم ظاهرة الإسلاموفوبيا.
- منافسة المؤسسات الصهيونية.
- غياب دور البعثات الديبلوماسية العربية.
- غياب دور الجامعة العربية.
- الرقابة الرسمية.
- الانفصال عن المجتمعات الجديدة وعدم التأثير فيها وفي القضايا العالمية.
- غياب الكفاءات التربوية في معظم مدارس تعليم اللغة العربية، وعدم النجاح في تعليم اللغة العربية السليمة لأجيالنا، وهيمنة الجمعيات والهيئات الدينية والمذهبية على هذا المرفق.
- الفشل في تشكيل صوت عربي موحّد وفاعل.
- الانخراط التام في الحياة الاغترابية وعدم الاكتراث بالشأن الثقافي العربي.
- هيمنة الثقافة الغربية على الأجيال العربية الجديدة.
رابعًا: التوصيات
- الحفاظ على اللغة العربية متداولة ومستخدمة على أوسع نطاق.
- التواصل مع الأجيال الصاعدة من أبناء الجاليات العربية.
- إيصال الرسالة الثقافية العربية باللغة والفكر إلى الجيل الجديد، وذلك باعتماد برنامج بجهود “عالم نفس، عالم اجتماع، مؤرخ، وأخصائي تربية”، بحيث يتمّ تحديد آلية التحضير لهذا البرنامج وإعداده وسبل تطبيقه.
- التنسيق وتوحيد الجهود، ومدّ جسور التعارف والحوار بين مختلف الجاليات العربية، وتفادي كل أسباب التفرقة التي فرضتها أحداث المنطقة العربية، وخلق أجوا التناغم والتجانس وشدّ العصب الثقافي العربي بين مختلف الهيئات والمنتديات.
- الانفتاح على الثقافات الأخرى، والتفاعل مع المجتمعات المحلية بكل أطيافها، والتعريف بتراثنا وثقافتنا العربية باللغة المحلية.
- التخلّص من السلبيات الموروثة.
- القيام بدور توعوي تنويري تثقيفي للجالية العربية، لاسيما في المجال الأسري.
- تكثيف الجهود والتواصل مع المؤسسات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني في بلاد الاغتراب لنقل الصورة الصحيحة عن ثقافتنا وتراثنا.
- تنظيم معارض للكتب العربية والمشاركة في المعارض الدولية المحلية.
- تشجيع العمل التطوعي ودعوة أصحاب الكفاءات العلمية والتربوية للمساهمة في عملية تعليم اللغة العربية.
- التخلص من التبعية وتفادي الارتهان لقوى الدعم (الاستثمار التجاري).
- إنشاء مركز أو نادٍ ثقافيّ عربي يجمع المثقفين العرب، ويضمّ مختلف المرافق الثقافية (مكتبة – مسرح – قاعات اجتماعية…الخ)، ويقوم بتلبية حاجات المثقفين والأسر والشباب (لقاءات وندوات – إحياء مناسبات – تعليم لغات – عروض فنية – تعليم موسيقى – صالة تسلية وترفيه – صالة رياضية…الخ)
- تشجيع الكتاب الشباب المبتدئين ودعمهم للتأليف باللغة العربية.
- تشكيل هيئة تطوعية من أصحاب الكفاءات العلمية لمساعدة الكتّاب على مراجعة وتدقيق كتبهم ومؤلفاتهم قبل النشر.
- دعم وتشجيع عمليات الترجمة من وإلى العربية.
- تشجيع ودعم الفئة الشبابية للانخراط في الشؤون البلدية والسياسية والاجتماعية في بلاد الاغتراب.
- التعاون مع الجامعات والمؤسسات الثقافية في البلاد العربية.
- تشكيل هيئة تطوعية للاهتمام بالقادمين العرب الجدد ومساعدتهم وتوجيههم للانخراط في المجتمع الجديد.
- تنظيم الرحلات الدورية وخصوصًا لفئة الشباب إلى الأوطان الام.
- إنشاء مؤسسة جامعة (اتحاد الهيئات والمؤسسات الثقافية العربية في المهجر).
- التواصل مع البعثات الثقافية العربية والملحقين الثقافيين وحثهم لدعم الحراك الثقافي العربي.
- التواصل مع الجامعة العربية والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، لتنشيط وتفعيل الثقافة العربية.
- دعوة الكتاب والأدباء والمفكرين العرب.
- دعوة الفرق الفنية والمسرحية العربية.
- إقامة المهرجانات الاجتماعية والفلكلورية.
- إقامة معارض الفنون التشكيلية.
- إصدار مجلة ثقافية محكمة.
- دعم وسائل الإعلام العربية الموجودة والمساهمة ببرامجها الثقافية.
- التواصل مع المثقفين غير العرب حول العالم.
- العمل الجاد لنقل خبرات المغتربين في ممارسة الحريات والحقوق والواجبات وروح المواطنة إلى أوطانهم الأم.
- تشكيل لجنة فنية من المهتمين بالشأن الثقافي ومن أصحاب الكفاءات والخبرات الميدانية لوضع مشاريع تطبيقية واقتراح آليات العمل من أجل تنفيذ هذه التوصيات.
تمّ إعداد كتاب خاص يتضمّن وقائع هذه الندوات سوف تنجز طباعته قريبًا.