يا ضاربَ الطبلِ

في اليوم الثاني من شهر نيسان / أبريل عام2019 ، أتحفتنا شاعرة الأرز الهاتف، السيدة هتاف السوقي صادق، بهذه القصيدة، التي تفيض ألمًا بواقعنا العربي، وحسرة على ماضينا المجيد. 

 

***يا ناقرَ العودِ***

يا ناقِرَ العودِ، أطْربنا وداوينا
فالجرحُ غارَ وما في الطبِّ يشفينا


دَوْزِنْ وِتارَ الفِدى، علَّ الفدى غَضِبٌ
حيرانَ في أُمة تشقى وتُشقينا


يا ناقرَ العود، إنشادي عفا زمنًا
يغتالُ كلَ نشيدٍ…شدوَ شادينا


يا ناقرَ العودِ أهلي ضاعَ موطِنُهُمْ
وضاعَ كلُّ كريمٍ كان يأوينا


أهلي ودارُ كراماتٍ محجتُهُمْ
حلَّ الغُرابُ بها، موتًا وتأبينا


يا ناقرَ العودِ هاتِ اللحنَ من وترٍ
خيطانُهُ من جِباهِ الخيلِ تُحيينا


لحنُ الفروسةِ، لحنُ العزِّ، لحنُ إبًا

ما ضلَّتِ الخيلُ عن إحياءِ ماضينا


فُرسانُها ذهبوا…والصهوُ فـي حَزَنٍ
ينعي سيوفَ الألى، بدرًا وحِطّينا

***********

 

وفي اليوم التالي، كتبت لها تأثّرًا وتيمّنًا:
سيدتي الجليلة،
تيّمنًا برائعتك الشعرية “يا ناقر العود”،

وبمحاولة متواضعة لمعارضتها.
أهدي إليك “يا ضارب الطبل” عسى أن تنال إعجابك.

مع تقديري لك وسلامي للدكتور العزيز محمد.

د. علي حرب



*** يا ضاربَ الطبلِ***

يا ضاربَ الطبلِ، صوتُ الطبلِ يُشجينا

ما عادَ لحنُ الصَبا يُنشي ويَروينا


يا ضاربَ الطبلِ، اصفع خدَّ طبلتِكَ

واملأْ رؤوسًا طواها الذلُّ تدجينا


يا ضاربَ الطبلِ، قد أغرَتْنا قعقعةٌ

في غيّها غُمدت، ثُلّت مواضينا


يا ضارب الطبلِ جهّزْ ساحَ معركتِك

وارفعْ بنودَ الليلِ، علَّ الليلُ يخفينا


وأسرجْ قرودًا تباهى فوقَ صهوتِها

ضفادعُ النصرِ تتلو فخرَ ماضينا


يا ضاربَ الطبلِ لا ترحمْ مسامعَنا
يا ضاربَ الطبلِ لا تسمعْ مواجعَنا
يا طائرَ النحسِ غرّدْ فوقَ ساحتِنا

قدْ صارَ شعبُنا هابيلًا وقايينا
**********