"حلّقْ بعودِكَ واحتضنْ أوتارهُ"
مهداة إلى الفنان القدير، تلميذي الفذّ، الموسيقار الدكتور بسام فواز جمال الدين، تقديرًا واعتزازًا بإبداعه.
د. علي منير حرب
كندا – مونتريال في 21/03/2018
اسكُبْ رحيقَ اللحنِ يا “بسّامُ” من ريشةٍ سكَنَتْ بها الأنغامُ
واجمعْ رنينَ “الرستِ” من أوتارِها ومن “الصبَا” و”العَجم” يشدو مقامُ
واسقِ عتيقَ الخمرِ عشّاقَ الهوى تصفو النفوسُ وتزهرُ الأحلامُ
***
ما هذه الأوتارُ! يسكنُها الصفا وإليها تأوي أنسرٌ وحمامُ
من ثغرِها تشكو الطيورُ قصورَها ويُصَلُّ سيفٌ باترٌ قسّامُ
فيها هديلُ الدوْحِ في تَحنانِه فيها صهيلُ الجامحاتِ وئامُ
هجعتْ نجومُ الليلِ في أحضانِها تغفو، وفيها آهةٌ وسلامُ
***
للهِ درُّك يا ابنَ “فوازٍ” لِمنْ هذيْ العطورُ وهذهِ الأكمامُ؟
لِمنِ الخيولُ تراقصتْ ممشوقةً من وقعِها تتمايلُ الأجسامُ؟
لِمنِ العواصفُ والرعودُ تدحرجتْ؟ ولمن تسبّحُ أنجمٌ وغمامُ؟
آهٍ…وآهٍ…! من عذوبةِ شدوِها ويا لعمري فسحرُها إلهامُ!…
***
إمسحْ على قلبِ المتيّمِ نغمةً “ليلاه” صدٌ مؤلمٌ وهيامُ
بعدَ الذي من لحنِهِ ذابَ الفؤادُ بالله، كيفُ يُعاتبُ عاشقٌ ويلامُ؟
أسمعتني طربًا أصيلاً صافيًا بُحّتْ أمامَه ألسنٌ وكلامُ
حلّقْ بعودِك واحتضنْ أوتارَه في بحرِ فنِّك ثورةٌ وسلامُ
———-