الحراك الثقافي العربي في المهجر - نجاح وإخفاق
سلسلة ندوات

أولًا: كلمات الافتتاح

الأحد في 13/03/2022

كلمة السيد محمد الدباسي، رئيس الاتحاد العالمي للمثقّفين العرب

حيّاكم الله جميعًا.

أتقدّم بالشكر الجزيل للجهد الكبير الذي يقدّمه مكتب كندا، بشخص مديره الدكتور علي حرب، وأعضاء هيئة المكتب، لخدمة الثقافة العربية والاتحاد.

ولد الاتحاد العالمي للمثقفين العرب في فبراير ٢٠٢١، واستطاع خلال فترة وجيزة أن يصل إلى أكبر مساحة ممكنة من مناطق العالم لاستقطاب جميع المهتمين والمشتغلين في شؤون الثقافة.

إن باكورة أعمال مكتب كندا لعام ٢٠٢٢، تبلورت في تنظيم هذه الندوات الهامة لكي تخدم المثقف العربي في المهجر، واستطاع الدكتور حرب أن يأتي على الجرح، ونأمل أن تصل رسالته إلى أكبر شريحة ممكنة ليستفيد منها الجميع حول العالم.

على بركة الله وأتمنى لكم التوفيق وأسأل الله أن يمدّكم بالنجاح.

******

كلمة الدكتور محمد إقبال حرب، نائب رئيس الاتحاد للشؤون الثقافية

مساء الخير تراتيل لقاء بين الوطن والمهجر

مساء الخير رباط فكري ثقافي يزهر وطنًا في غربة وأملًا في عودة.

أرحب بكم فردًا فردًا، محاضرين وحضور في باكورة أعمال الاتحاد العالمي للمثقفين العرب لهذا العام بعنوان: “الحراك الثقافي العربي في المهجر – نجاح واخفاق” التي أطلقها مكتبنا في كندا برئاسة د. علي حرب، الذي يعمل جاهدًا على إبراز وإحياء المشهد الثقافي عامة والعربي في بلاد المهجر بصورة خاصة مع فريق مميز العطاء. أتقدم بالشكر من الدكتور علي حرب هذا العطاء الفكري ومن المسؤول الإعلامي الأستاذ فكتور دياب على عطائه المميز في تغطية هذا اللقاء. كما أشكر الأستاذ أسامة أبو شقرا نائب مدير مكتب كندا والمحاضرين الكرام على حضورهم الراقي الذي سيثرينا عطاء فكريًا. كما نرحب بكل الحضور في رحاب الاتحاد العالمي للمثقفين العرب.

تقرض الغربة أركان المغترِب حتى تضمحل هويته ويشوب انتماءه ضمور متنام يُفقده القدرة على بناء شخصيته كما كان يعرفها فيصرخ على خجل مستنجدًا. لذلك كان من الضروري الاستجابة لهذا النداء الصارخ من قبل مثقفي الجاليات العربية عبر القارات والعمل على تغذيته بروح الوطن والأمة عبر الثقافة البناءة الواعية. خلال موجة الهجرة الكبيرة مع بدايات القرن الماضي سبقتنا ثلة من العظماء الذين استجابوا للنداء فكتبوا وأنشأوا الصحف وأقاموا المنتديات خاصة في أميركا الشمالية والجنوبية. لكن مع الوقت خبت تلك الطفرة كونهم لم يأسّسوا لمن يحافظ على رايتهم.

ومع بداية هذا القرن وازدياد أعداد المهاجرين والمهجّرين دعت الحاجة المثقفين العرب إلى إنشاء عدد كبير من المنتديات والجمعيات التي سهّلتها التكنولوجيا. نشهد حاليًا الكثير من النجاحات والإخفاقات لهذه الجمعيات والمنتديات لعدة أسباب لا مجال للخوض بها.

تأسس الاتحاد العالمي للمثقفين العرب استجابة للحاجة الماسّة إلى حراك جدّي يؤسس لثقافة عربية مستدامة للجاليات العربية في المغترَب تُعنى بكل أشكال الثقافة وأبحاث اللغة والتاريخ والعمق الحضاري الإنساني. لهذه الغاية يضم الاتحاد نخبة واسعة من روّاد المعرفة وخبراء اللغة والتاريخ كما نخبة من المثقفين تعمل على تحقيق هذا الهدف مع بناء جيل جديد قادر على حمل الراية.

العمل الجاد الذي يقوم به الاتحاد أبعد من الحاضر وأعمق من طفرة عابرة.
أشكركم على حضوركم ومساهماتكم الفكرية في هذا اللقاء الفكري لنتعلم من أخطاء الماضي والبناء على النجاحات نجاحات نسلم عهدتها لأجيال قادمة. والشكر موصول لمكتب كندا ممثلًا برئيسه د. علي حرب على جعل هذه الندوة انطلاقة ثقافية مميزة.

******

 كلمة د. علي حرب، مدير مكتب كندا

يسعدني بداية أن أرحّبَ بحضور الأستاذ محمد الدباسي رئيس الاتحاد العالمي للمثقفين العرب، وبالدكتور محمد إقبال حرب نائب رئيس الاتحاد للشؤون الثقافية، وأن أشيد بكل أشكال الدعم التي يمنحانها لمكتبنا.

كما يسرّني توجيهُ الشكر لأعضاء هيئة المكتب وصديقنا المواكب الدائم لأعمالنا الدكتور يوسف شموني، لتعاونهم ومتابعتهم الدؤوبة لتحقيق نشاطات المكتب وتقديمها بالصورة اللائقة بأهدافنا، 

ولا أنسى أبدًا شكري وتقديري لجميع الأخوات والإخوان المحاضراتِ والمحاضرين، الذين استجابوا بتقديم مداخلاتهم للإضاءة على موضوع هذه النَدوات من مختلف زواياه العالمية.

وأوجّه أيضًا تحيةَ تقدير للكاتبة والفنانة مي العيسى لمبادرتها في تلقّف هذا الحدثِ الثقافي وعرضِها الكريم بتوثيقه في ملف خاص لمجلة همس الحوار والأكاديمية البريطانية. وأرجو من جميع المحاضرين الكرام إرسال أوراق مداخلاتهم إلينا لجمعها وتنسيقها تحضيرًا لهذه الغاية.

كما لا أنسى الترحيبَ بجميع الحاضرين عبر هذه المنصة شاكرًا لهم تلبيةَ دعوتنا ومنتظرين منهم ما يشكّل إضافات مهمّة إلى ما سوف يتمّ عرضُه ومناقشتُه.

عندما نتحدّث عن الثقافة، والحَرَاك الثقافي، فإنما نعني مجموعةً من العناصر التي تدخل في تركيب كل المكوّنات التي تنتج تنمية ذاتية واجتماعية شاملة ومستمرة. الثقافة ليست لغة ولا تراثًا ولا أدبًا ولا عاداتٍ فحسب، هي كل هذا وفوقَه الكثير. هي الهواء والشمس والماء والتراب، التي لا يمكن لشجرة الإنسانية أن تنمو بدونها. لذا فإن التجمّعات التي تنتسب إلى الثقافة لا يمكن لأهدافها أن تكتمل إذا اقتصرت على عنصر وأغفلت العناصر الأخرى.

لقد قدّمت الثقافة العربية عبر التاريخ مساهمات جليلة في تشكيل لوحة الحضارات الإنسانية.

ويبدو للناظر اليوم أن البيت الثقافي العربي، حول العالم، يظهر بأجمل قَوامه بفعل العديد من المنوّعات الثقافية، الإعلامية والاحتفالية ومواسم الأدب والفكر والنقاش، التي ينظّمها أهل الفكر والقلم، أفرادًا وجمعيات، والتي لا شكّ أنها تدعو إلى الاعتزاز ونشر الأمل، إلّا أننا لا بدّ أن نقف موقفًا نقديًا موضوعيًا نتفحّص فيه أسس هذا البيت الجامع للاطمئنان على متانتها وكشف ما يصيبها من عيوب ومحاولة ترميم ما ينتابها من تشقّقات.

ونظرًا للمسؤولية التاريخية والإنسانية التي تقع على عاتق حرّاس التنوير من أهل الثقافة.

فقد عمدنا إلى تنظيم هذه السلسلة من النَدوات علّنا نعرض معًا واقع المشهد الثقافي العربي في بلاد المهجر بما له وما عليه، ونتداول وإياكم شؤونَ هذا الجانب الأساس في حَرَاكِ نهوضنا.

لن أطيل عليكم وأختم متمنيًا النجاح لما نصبو إليه جميعًا في خدمة الثقافة العربية والمساهمةِ في فتح السبل التي تعترضها ومحاولةِ السعي لترسيخ حضورها البهي وتعديل الصورة الرمادية اللاصقة عنها وعنّا في أذهان مجتمعاتنا الجديدة في بلاد الاغتراب. آملًا من جميع المهتمّين أن يتابعوا حلقاتنا القادمة لإضافة المزيد من الأفكار والخِبْرات في هذا المجال.

أجدّد الترحاب بكم، وأترك المِنبرَ لمدير مِنبرنا الصديق فكتور دياب.

* وقائع الندوات كما تمّ نشرها في مجلة “همس الحوار”

التي تصدرها الأديبة والمترجمة السيدة مي العيسى في بريطانيا – لندن

Whispering Dialogue”

www.whisperingdialogue.com

في عددها الصادر في 15/04/2022

Read more